هذا اول من اكتشف امريكا مغربي من ازمور واسمه بنحدو

تكتب نهار 11 مايو، 2020 مع 13:04 مواقف وآراء تابعونا على Scoop

أجيو نتعرفو على أول مغربي،و إفريقي وصل أمريكا ( الصورة من الصفحة الرسمية لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط ) ..و قصته الفريدة و المليئة بالمغامرات و البطولات..الرجل لي مزال تيحتفلو به بعض الامريكيون السود و بعض فبائل الهنود سنويا. ولي نصبو له تمثال ف مدينة إلبازو الامريكية..

مصطفى الزموري ، استيفانيكو .

أو حكاية مغربي شارك في استكشاف أمريكا..

سعيد بن حدو، يعرف أيضا بمصطفى الزموري، قبل أن يصير اسمه إستيبان، أو إستيبانيكو… يعرف ابن حدو اليوم بكونه أول مغربي تطأ قدماه الولايات المتحدة الأمريكية، في حكاية فريدة الأحداث سجل التاريخ هذا الرجل بطلا لها، كما سنتابع في هذا البورتريه.

رأى سعيد بن حدو النور نحو عام 1503م في أزمور، المدينة التي غزاها جيش البرتغال بعد عشر سنوات، وتفاقمت مأساتها بعد ذلك بمجاعة قاسية دفعت أهاليها إلى بيع أبنائهم… كان ابن حدو واحد من هؤلاء الذين غادروا مرفأ المدينة عبيدا إلى أوروبا.

حين حل ابن حدو بمدينة قادس الإسبانية، وقيل في إشبيلية، اقتناه رجل يدعى أندري دورانتيس، ثم أسماه إستيبان… إستيبان دي دورانتيس.

أصبح دورانتيس بعد فترة قائدا لفيلق مشاة، ما فتح الباب على مصراعيه لابن حدو/إستيبان، للسفر في أول حملة استكشافية إلى أمريكا، تحديدا فلوريدا، التي تخيلها البرتغاليون والإسبان منطقة زاخرة بالذهب والأحجار الكريمة.كان ذلك عام 1527، العام الذي أرسلت فيه أول حملة استكشافية إلى فلوريدا تضم حوالي 400 رجلا.

وصلت خمسة سفن إلى فلوريدا، في أبريل 1528، تضم الرجال الأربعمائة و42 حصانا… أهدى الهنود للوافدين سمكا وطرائد برية، دليل مسالمة، قبل أن يختفوا تلك الليلة ووراءهم شباك صيد مذهبة، أكدت لرفاق ابن حدو أن المنطقة تحتوي على ذهب وافر.

تقول الروايات إن الحملة ستنقسم إلى قسمين، الأول سيحرس السفن فيما سيذهب الثاني إلى البحث عن الذهب حاملا راية إسبانيا… سرعان ما سيعود هؤلاء ومعهم ابن حدو إلى البحر بعد واقع مرعب عايشوه، ليجدوا أن القسم الأول قد هرب.

لينقذوا أنفسهم، صنع هؤلاء قوارب من مواد بدائية وجعلوا من ملابسهم أشرعة لها، بينما اقتاتوا على أحصنتهم. مع ذلك، كان حظهم أفضل من الآخرين إذ التقوا ببعض الناجين منهم في شاطئ تكساس.

في الأخير، لم ينج من هذه الحملة كلها، سواء بسبب العطش أو الجوع أو سهام الهنود، سوى أربعة رجال، من بينهم إستيبان… ليجدوا أنفسهم أسرى في إحدى الجزر لمدة خمس سنوات لدى الهنود.ثم ذات يوم، انتهزوا غياب أهل القرية ليفروا، وبدأوا رحلة من شرق أمريكا صوب غربها، اتفقوا فيها على معالجة الهنود المرضى في طريقهم ببعض الأدعية باللغة اللاتينية، ساعدتهم في ذلك الصدفة التي أنقذت أحدهم من الموت على أيديهم.

بهذه الفكرة، نجح إستيبان ورفاقه في إسقاط صفة الغزاة، وحازوا بذلك على لقب أبناء الشمس… تقول الروايات إن تمكن ابن حدو من إتقان لهجات السكان المحليين، أهله لنيل ثقة الهنود ورضاهم.

مع حلول عام 1535، توجه هؤلاء إلى المكسيك وقد ذاع صيت إنقاذهم للناس من الموت… التحق بركبهم الهنود، يرافقونهم من قرية إلى أخرى، يحظون بكل الأشياء النفيسة تمجيدا لهم.

بعض الروايات تصف ابن حدو فتقول إنه كان يزين رأسه بريشة قصيرة مرصعة بالجواهر أهداها له أحد زعماء الهنود، أعضاؤه ضخمة مزينة بنياشين الزهر والأجراس، تملأ صندوقه الكبير بعض التمائم، وترافقه العديد من نساء الهنود، اللائي أهدتهن له القبائل.وصل الأمر حد أن اعْتُبر كل من عجز الرجل الأسود والبيض الثلاثة عن علاجه، ممسوخا في نظر الآخرين، بل ولعين أبناء الشمس.

بعد بضع سنوات، كانت هناك حملة عسكرية إسبانية في المنطقة التحق بها إستيبان، حيث أخبر ممثل الملك الإسباني بأن هناك مدنا ذهبية أهمها مدينة “سيبولا” الأسطورية، التي رآها بأم عينيه.

دفع ذلك ممثل الملك إلى إرساله في حملة أخرى، مرشدا، تحت قيادة أحد الرهبان، لاكتشاف مدن الذهب… كان ذلك في فبراير 1539.

كما العادة، انقسموا إلى قسمين، يتقدم أولهما إستيبان، فيما الثاني على رأسه الراهب… رافق الهنود إستيبان ليدلوه على مدن الذهب، بخاصة سيبولا، وكلما اكتشف جديدا، أرسل إلى الفريق الثاني رجالا يحملون صليبا يدل حجمه على مدى الاقتراب من الهدف.

تخبرنا وثيقة إسبانية تعود إلى عام 1540 أن إستيبان ظن أنه بانفصاله عن الراهب، باستطاعته الانفراد بشرف اكتشاف مدن الذهب، فترك مسافة كبيرة بينه والآخرين، حتى وصل إلى سيبولا.

… وصل محملا بالأحجار الكريمة، وعدد كبير من النساء الجميلات، المهديات له من الهنود، الذين كانوا يرافقونه كلما مر بقبيلة، إذ ظنوا أنه سيحميهم من أي خطر يحدق بهم.

بيد أنه لسوء حظ ابن حدو… كان سكان سيبولا أذكى من جميع القبائل التي مر بها طيلة رحلة الاستكشاف!

منذ البداية، أسر زعماء سيبولا ابن حدو بعدما ظنوا أنه جاسوس، أرسلته قبيلة ترغب في غزو قبيلتهم، كما أنهم لم يهضموا فكرة أن يكون للبيض رسول أسود البشرة.

هكذا كانت نهاية ابن حدو… تقول الرواية الإسبانية إنه بعدما ألح في الطلب على النساء والذهب، قررت سيبولا في حقه القتل. رواية أخرى تضيف أن زعماءها قطعوا إستيبان إلى أطراف أرسلوها إلى القبائل حولهم، لكي يتأكدوا أنه مجرد إنسان، لا ابن الشمس.

بيد أن رواية أخرى تُرجع للهنود الحمر تقول إنه لجأ في الأخير إلى قبيلة تدعى “زوني”، موهما الإسبان لسبب ما، بأنه قد قتل.

أيا كانت النهاية، يؤكد منشور للسفارة الأمريكية بالرباط عام 2017 أن ابن حدو كان أول إفريقي تطأ قدماه مناطق متعددة في أمريكا… كما لا يزال بعض الأمريكيين من أصل إفريقي يقيمون ذكراه سنويا، كما هو الحال لدى بعض الهنود الحمر، الذين يقيمون ذكراه بتبجيل إحدى الدمى، التي ترمز إليه.