المعلم.. بركان ونيران ولك واسع النظر أن تنتقي في محرابه ما يناسبك من الأركان

تكتب نهار 5 أكتوبر، 2023 مع 10:13 في الواجهة تابعونا على Scoop

بقلم  الشاعرة سلوى بن حدو   

تعودنا أن نحتفي بعيد المعلم كل عام بالثناء والتمجيد إما نفاقا …أو تقديرا ….كذبا….أو صدقا….

لكن  ارتأيت في مقالتي هذه أن لا أحذو حذو الأسلوب الكلاسيكي المعتاد بأن أثني على دوره الفعال سواء على الفرد أو الوطن في زمن عاقر انقلبت فيه الصور.

أصبحت  الحرية….سخرية….والحقوق ….عقوق… بل وشرعت بعض الفئات الدنيئة من البشر تجرب في المعلم أساليب الهجوم …النكران  والجحود…..لتستصغر من قيمته وهي لا تدرك عواقبه على أبنائها وعلى الوطن نفسه.

فلهذه الفئة السوقية أتحدى وأقول، لم يبق المعلم تلك الشمعة التي تذوب …يحترق من أجلك لينير الدروب…. الضحية المكلوم …..وجبتك الدسمة من لحم الخروف..

ولا هو ذاك التربوي الرسول …؟ الذي وحده على أبنائك هو المسؤول…!! لن أستعطفك في عيده لأثني عليه وأمجده ….حتى لا تجحد…..أو أذكرك بتضحياته لئلا تحقد ….

لا بل احقد ! واحقد ! اقذف ! و للزور اشهد …! ( ثم ضرب راسك مع الحيط)

لا هو ملاك …..ولا رسول …ما هو إلا من طين مخلوق ….يضحي بدمائه….لكن يعصي أمثالك الذي ينعق كالبوم….

تجد في المعلم كل المتناقضات الرخيصة ….والنفيسة….الأصيلة…. والوليدة… فهو تارة سليما وأطوارا سقيما.. يجد….ويجهد…..

في العطاء هو الكريم ….وعند العصيان أكبر شحيح……يتواضع للصغير والكبير….وحين يتحداك يصبح العنيد…فليس كما يحكى عنه الطيب الخلوق……فشتان فرق بينه وبين خلق الرسول……

فقط تموقعه الجغرافي كجبل هو الذي يخول له يكون في مهنته هو الأعلى ….وأنت في السفح…..

أوتاده الصلداء ما خلقها الله صلبة إلا لتعمق تحت السفح حتى تكون لك أمانا  لئلا تميد بك الأرض ….

جبله لا ينكسر …. ولا يتجبر…لا يتضوع ….ولا يتطوع، إن استغفلته ….. غفلك…..وإن قذفته حجرا….جرفتك رواسبه صخرا…

فأنت إذاك من يردم في السفح بين أوحالك وأنقاضه .

قصره كوخ ….شمسه ضوء يسطع له الزمان …وستائره ليل مدجن يظلم له المكان …..إن حجبت شمسه بالغربال غارت وأمالت خدها عنك في كبد السماء…..فأرني كيف تصعد من السفح؟ وأنت في لجة الظلماء…..عديم النظر..وكيف لأعمى أن يرى النور وهو كفيف البصر؟ أو يستوعب الحكمة وهو واهي العبر؟…

المعلم شتاء….وربيع….غلاله وفيرة….وقد يكون  خريفا ….أو صيفا حارا، ينضب له النهر يجف سيله وأرضه بور عقيمة …

في محرابه آلات حادة ..  أسنانه محارث للحرث…..قد تتحول إلى أنياب مناجل للحصد.  تجد في أحضانه الأمن والحنان  …بركان ونيران..ولك واسع النظر أن تنتقي في محرابه ما يناسبك من الأركان..شوكا…..أو رمادا…..تمرا…وزادا….

إن قدرته….. في عيونه تكبر….ومن خيراته تستوفر……وإن استصغرته….تهكم عليك وسخر…..لأنه يراك في السفح تحدر….فمهما قذفته ليكسر ….سيتلاعب بك شموخ جبله وأنت الأخسر….إذاك أنت من ينفطر …ويتضرر….

فالحجارة التي خول لك جهلك أن تقذفها على المعلم  كما قذفها قبلك كفار قريش على الرسول محمد، سيلاعبها الهواء يمينا و شمالا إلى أن تسقط على رأسك….

فقد خلق الله قانون جاذبية  الأرض لتنزل الأجسام إلى الأسفل ..

لهذا  لا أكذب في عيده وأنافق، وأنت بأشلائه تساوم…تتجاهل….وتشح الاهتمام.. لا أدري هل لأنك عديم الإبصار؟ أو لعدم الاحترام تود لفت الأنظار ؟!

فالجهل يقاس بمقدار الشتائم التي يستخدمها الجاهل للشخص، فحين لا يجد حججا للدفاع عن نفسه! يلتجئ إلى ضعفه !….

فما من شاهد زور فلح.. ولا خبيث لسان انصلح.. فاعتبر مني هذه  العبر ….علك تنجو من الضرر…..