ربما يركض الأطفال جميعا نحو فراش الآباء، عند مواجهة كابوس مفزع أو عند سماع صوت مرعب في الطرقات، الأمر الذي يحذر منه العلماء في إشارة إلى خطورة نوم الطفل مع والديه، ليس على الطفل الصغير فقط بل على الأبوين أيضا كما نوضح الآن.
ضرر على الطفل
تعددت الدراسات العلمية التي بحثت تأثير نوم الطفل مع والديه ليلا، حيث كشفت دراسة تابعة للجامعة الفيدرالية في بيلوتاس بالبرازيل، عن تأثير نوم الطفل إلى جوار الأبوين على حالته النفسية، من خلال تتبع مسار حياة آلاف الأطفال الصغار، باختلاف طرق نومهم، ومع الوضع في الاعتبار ظروف ذويهم الاقتصادية، التي لا تسمح أحيانا إلا بنوم جميع أفراد الأسرة في غرفة واحدة.
توصل الباحثون إلى أن نوم الطفل مع والديه بصفة دائمة، يزيد من فرص معاناته من اضطرابات نفسية في السنوات اللاحقة، وهي الاضطرابات التي تقل فرص المعاناة منها، كلما تم التحكم أكثر في ظاهرة نوم الطفل مع والديه في الليل، علما بأن نوم الطفل وسط الأبوين قد يؤدي لحدوث كارثة تتلخص في نوم أحدهما بالخطأ على الطفل أو على أحد أجزاء جسده.
ضرر على الأبوين
في وقت كشفت فيه الدراسات عن تأثير وضرر نوم الطفل مع والديه على صحته النفسية، يرى العلماء والباحثون أن الخطورة هنا لا تحيط بالطفل الصغير فحسب، بل كذلك بالوالدين.
أوضحت الدراسة التي أجراها علماء وخبراء من كلية الطب والتمريض من جامعة ماريلاند، في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه بعد ملاحظة الحالة النفسية والصحية لأكثر من 277 أما عاملة هناك، فإنه تبين أن نوم الطفل إلى جوار والدته تحديدا، يعني معاناة الأم هنا من فقدان حوالي ساعة كاملة من النوم المريح، علاوة على زيادة مخاطر إصابتها بالأمراض النفسية والتوتر والاكتئاب.
على الجانب الآخر، أبرزت الدراسة الأمريكية دور نوم الطفل وحده دون مرافق، في تعزيز استقلاليته وتعويده على أساليب صحية أكثر تتعلق بالنوم، وهو أمر مطلوب بالنسبة للأطفال جميعا، في ظل توفر سبل الراحة والتكنولوجيا التي تزيد من اعتماد الصغار على غيرهم لتحقيق أهدافهم.
