خلال الليل، يسطع ضوء القمر بقوّة بفعل انعكاس ضوء الشمس عليه، ولكننا لا نعلم أنّه ليس الوحيد القريب من كوكب الأرض، وأن هناك “قمراً ثانياً” اكتشفه العلماء وأطلقوا عليه اسم “القمر الثاني”.
ففي العام 1997، اكتشف علماء الفضاء الكويكب “كرويثن” وأطلقوا عليه اسم “القمر الثاني” قبل أن يكتشفوا خطأ هذا الاسم، حيث لا يدور “كرويثن” حول الأرض، إنما يدور حول الشمس في مدار متعرج يشبه حدوة الفرس، يتقاطع كثيراً مع مدار الأرض.
ووفقاً للباحثين، فإنّ “هذا الكويكب يكمل دورته حول الشمس في زمن قدره سنة واحدة، كما أنه يحتاج حوالى 770 سنة لتكملة دورة على شكل حذوة حصان حول كوكب الأرض”.
ولفت العلماء إلى أن “هذا الشكل من المدارات يعتبرُ شائعاً بالنسبة للأقمار التابعة لبعض كواكب المجموعة الشمسية، وعلى سبيل المثال فإن كوكب زحل يتبعه قمران يدوران حوله في مدار يشبه حدوة الفرس”.
ويشير العلماء أنّ “كرويثن يتحرّك في مسار متعرج قياساً بمسار الأرض، مما يجعله يقترب أحياناً من جاري الأرض، الزهرة من ناحية الشمس، والمريخ إلى ناحية الخارج في المجموعة الشمسية”.
ويطيل تعرج مدار “كرويثن” أمد دورته الواحدة حول الشمس، إذ يستغرق نحو عام لإتمام دورة واحدة حول هذا النجم العملاق.
ولا يزيد قطر كرويثن عن 5 كيلومترات، مما لا يجعله يختلف كثيراً عن مذنب تشوري، الذي استضاف المسبارين روزيتا وفيلة. ووفقاً للعلماء، فإنّ أقرب نقطة من المتوقع أن يكون عليها كرويثن، يتوقع لها أن تكون بعد حوالي 2750 سنة من الآن، بل إنه من المتوقع أن يزداد قرباً من الزهرة بعد حوالي 8000 سنة.
