هولاند يشاطر سيدنا الله ينصرو رسالته إلى الجزائر

تكتب نهار 10 أغسطس، 2022 مع 14:24 سياسة تابعونا على Scoop

أكّد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، أنه يشاطر جلالة الملك محمد السادس بخصوص ما جاء في خطاب عيد العرش، يوم 30 يوليو الماضي، والرسالة التي بعث بها جلالته إلى الجزائر. وقال هولاند إنه ذكّر لمرات عديدة كلّما زار “الجزائر والمغرب وتونس” بأن “مصيرنا مشترك”.

ويرتكز هذا “المصير المشترك” على دعائم عدة، يضيف فرنسوا هولاند، وهي الطاقة والأمن والتنمية الاقتصادية والتغير المناخي والاستقرار في مناطق الساحل وغربي القارة الأفريقية.

وقال إن “أفريقيا بأسرها تحتاج إلى منطقة مغاربية مُزدهرة وقوية لمواكبة التحولات الناجمة من تعاقب الأزمات الصحية والأمنية والبيئية”.

وبالتالي فـ”على فرنسا وأوروبا أن تفهما أن ما هو على المحك الآن هو سياسة متوسطية تُبنى على استثمارات ذات منفعة متبادلة وعلى ابتكارات إيكولوجية وشراكات متعددة في الصحة والتكوين والأبحاث وكذلك على التضامن السياسي مع احترام توجهات كل طرف”.

جاء ذلك في مقالة رأي نشرها على موقع صحيفة “لو فيغارو” يوم 7 غشت 2022، وأعرب من خلالها فرانسوا هولاند عن أسفه من سياسة بلاده الخاصة بتقليص شديد للتأشيرات الممنوحة لمواطني الدول المغاربة، ودعا إلى إحياء شراكة مربحة للطرفين مع هذه المنطقة التي اعتبر أن لفرنسا مصيرا مشتركا معها مما يفرض عليها وعلى أوروبا الالتفات نحوها والاهتمام بالتحديات التي تواجهها خاصة في مثل هذا الوقت المضطرب دوليا.

وصف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند الروابط بين بلاده والدول المغاربية ب”العلاقات الاستثنائية” لما تحويه من مزيج مكوّن من تاريخ وجغرافيا وتبادلات شتى نتجت عن تيارات الهجرة التي “شكّلت فرنسا نفسها وربطت بين مجتمعاتنا بعيدا عن اللغة”.

ودعا هولاند في مقالته إلى التضامن والعمل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط معتبرا أن المنطقة “بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعميق هذه العلاقة وإعطائها معناها الكامل” بالنظر إلى “الاضطرابات الدولية وخاصة الحرب في أوكرانيا التي تؤثر بلا هوادة على الاقتصاد العالمي، متسببة في ارتفاع عامّ للأسعار يضغط على مستوى معيشة شعوب الضفتين.

وحذّر هولاند من عدم مبالاة أوروبا بتحديات قارة سيبلغ عدد سكانها أكثر من 2 مليار نسمة بحلول عام 2050 مما قد يدفع “بتلك الدول الصديقة” إلى البحث عن شراكات أخرى.

واعتبر أنه “حان الوقت لإعادة إطلاق الشراكة مع المغرب العربي بأسره وطرح جميع المواضيع التي يمكن أن تبعدنا عن بعض وتوطيد كل ما يجمعنا حتى نتمكن من الانتقال إلى مرحلة جديدة وبسرعة”، ولذا ف”يجب على فرنسا أن تبدي استعدادها”.

وذكّر فرانسوا هولاند أن بلاده سبق وأن شهدت اختلافات في وجهات النظر مع دول المغرب ولكنها تمكنت دائما من تخطيها، لأن ما يجمعها بهذه الدول أمور أساسية تتجاوز نقاط الخلاف.

وفي هذا السياق أعرب الرئيس السابق عن أسفه من قرار السلطات الفرنسية تطبيق تخفيض شديد لعدد التأشيرات التي كانت تُمنح لأشخاص تصل بينهم وبين فرنسا روابط ثقافية عميقة.

واعتبر أن “هذه الطريقة تؤذي بلاد داعٍ، دون أن تكون فعالة في السيطرة على الهجرة غير الشرعية”.

يُذكر أن فرنسا كانت قرّرت في سبتمبر من العام الماضي تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين والمغاربة بنسبة 50% وللتونسيين بنسبة 30%، مُبررة ذلك برفض سلطات بلدانهم استعادة رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل من على التراب الفرنسي.