البكا طب بديل فاليابان

تكتب نهار 26 نوفمبر، 2019 مع 10:00 دولي تابعونا على Scoop

ظاهرة مثيرة اجتاحت دولة اليابان، تهدف إلى التخلص من التوتر وتحسين الحالة النفسية للمواطنين كبارا كانوا أو صغار، وتتمثل في التحفيز والتشجيع على البكاء!

البكاء مطلوب في اليابان

يدرك أغلبنا الفوائد الصحية المقترنة بالبكاء، من ناحية تفريغ شحنات الغضب، والسيطرة على مشاعر القلق السلبية، إلا أن إدراك دولة اليابان لهذا الأمر قد تتطور إلى حد تفعيل البكاء كوسيلة علاجية متبعة في عدد من المدارس والمؤسسات هناك، فكيف جاءت الفكرة؟.

بدأ الأمر منذ نحو 6 سنوات، عبر معلم ياباني يدعى هيديفومي يوشيدا، أدرك دور البكاء في إراحة الأعصاب وتخليص الجسم من الهموم المتراكمة، عبر تحفيز نشاط العصب السمبتاوي، لذا قرر المدرس المعروف الآن بمعلم الدموع، نقل تلك التجربة للمدرسة التي يعمل بها، قبل أن ينتشر الأمر على يديه، ويصل بفكرته من خلال محاضرات توعوية للكثير من المدارس والشركات هناك.

يقول المعلم يوشيدا، والذي تعاون مع أطباء وأساتذة في الجامعات اليابانية، لنشر ثقافة البكاء للترويح عن النفس: “للبكاء دور أكثر فاعلية من الضحك أو النوم من أجل تقليل مشاعر التوتر، هذا أمر مؤكد ينبغي نشره”.

محاضرات “معلم الدموع”

شهد عام 2015، بداية رواج فكرة معلم الدموع، هيديفومي يوشيدا، حيث قدمت اليابان نظاما إلزاميا للمؤسسات التي تضم أكثر من 50 عاملا، يقتضي متابعة الحالات النفسية للعاملين، لذا وجد يوشيدا نفسه فجأة محط اهتمام الجميع، حين تلقى فيض من المراسلات من أجل إقامة محاضرات بعدد من المؤسسات والمدارس، تهدف نشر ثقافته.

يتحدث يوشيدا عن طرق البكاء التي يفضلها، قائلا: “من المهم أن نجد فرص البكاء بين الحين والآخر، إما عبر مشاهدة الأفلام المؤثرة بالنفس، أو عبر سماع الأغاني العاطفية، أو من خلال قراءة الكتب الملهمة، حيث يعني البكاء ولو لمرة واحدة في الأسبوع، ضمان التمتع بحياة خالية من التوتر والقلق”.

الجدير بالذكر أن فوائد البكاء للإنسان ليست نفسية فقط، بل توجد كذلك فوائد عضوية لذرف الدموع، من بينها القضاء على جراثيم العين، تقوية النظر عبر إضفاء الرطوبة على الأغشية الداخلية، إضافة إلى طرد السموم من الجسم وتدريب الحجاب الحاجز بفعل الانقباضات التي تحدث للجسم آنذاك، لذا فاتباع نصيحة المعلم الياباني أمر مطلوب على المستوى النفسي والعضوي أيضا.