في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة المغربية، مدير مستشفى ابن سينا بالنيابة وعميد كلية الطب يقفان ببهو الكلية لتوجيه انتخابات اللجنة العلمية بكلية الطب والصيدلة بالرباط.
فعوض أن يهتم المدير بعلاج المرضى وتفقد مرافق المستشفى خاصة المستعجلات التي أصبحت “مستعطلات”، نجده واقفا طوال اليوم بالكلية لا لشيء سوى للتحريض والتشويش وتوجيه الإنتخابات التي من المفروض عليه أن يدلي بصوته فيها، وينصرف للاهتمام بشؤون المرضى.
فمن عجائب هذا الزمن، أن الجامعة التي كانت مثالا حيا يقتدى به في البحث العلمي، أصبح فيها البحث عن الأصوات وليس العلم، أما اللجنة العلمية التي لها أدوار مفصلية وجد مهمة في التكوين والتكوين المستمر والبحث العلمي، باتت للأسف رهينة حسابات ضيقة وممارسات لا تمت لدورها الأصلي بأي صلة.
من المؤسف جدا الوضعية التي بات يدبر بها شأن كلية الطب بالرباط، وهي التي تنتمي إلى جامعة تعد ثاني أقدم الجامعات الحديثة بالمغرب بعد جامعة القرويين، والتي لطالما كانت مبعث فخر للمغرب، بفضل التكوين الأكاديمي الذي تمنحه ليس فقط للمغاربة، وإنما لمختلف الطلبة الأفارقة الذين يعتبرونها صرحا علميا كبيرا على الصعيد القاري.
