آلاف الطلبة في مسيرة كبيرة ضد الرئيس الجزائري الجديد

تكتب نهار 18 ديسمبر، 2019 مع 12:33 المغرب الكبير تابعونا على Scoop

تظاهر آلاف الطلاب والأساتذة في الجزائر العاصمة، أمس الثلاثاء، ضد الرئيس عبدالمجيد تبون، رافضين عرض الحوار الذي تقدّم به للحراك، حسب تقرير لموقع فرانس 24.

وجاءت المظاهرة الأسبوعية للطلاب غداة إعلان المجلس الدستوري، النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الخميس المنصرم، وأسفرت عن فوز رئيس الوزراء السابق إبان عهد عبدالعزيز بوتفليقة، عبدالمجيد تبون، الذي يبلغ من العمر 74 عاماً، رئيساً للجمهورية بنسبة 58,13%.

ورفع المتظاهرون شعارات “لانتخابات مزوة، ولا تملكون الشرعية، والمسيرة مستمرة”، و”دولة مدنية ماشي عسكرية”، وساروا لمسافة كيلومترين دون حوادث في شوارع العاصمة، وسط انتشار كبير للشرطة.

وفي أول تصريح بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في اقتراع اتسم بنسبة مقاطعة قياسية، عرض تبون، يوم الجمعة، ما أسماه “حواراً جاداً من أجل بناء جزائر جديدة” على الحراك الشعبي الذي قاطع انتخابات الخميس بتظاهرات حاشدة، كما دأب على ذلك منذ انطلاقته في 22 فبراير المنصرم.

وقالت مفوضية الانتخابات إن حوالي تسعة ملايين جزائري أدلوا بأصواتهم، إلا أن العديد من المواطنين احتجوا واعتبروا بأن هذا الرقم غير صحيح، في ظل غياب مراقبين أجانب لمواكبة ما جرى خلال عملية التصويت.

وبغض النظر عن الاحتجاجات وما ستؤول إليه، يواجه تبون أوقاتاً عصيبة في انتظاره. فكافة إيرادات الدولة في البلاد تقريباً تأتي من صادرات النفط والغاز التي انخفضت أسعارها وكمياتها في الأعوام القليلة الماضية. وأقرت الحكومة بالفعل ميزانية عام 2020 بخفض في الإنفاق بنسبة 9%.

وحاول تبون، كغيره من المرشحين، تسخير حركة الاحتجاج واستغلالها كمصدر للتأييد من أجل الإصلاح، في الوقت الذي يرفض فيه جوهر رسالتها، وهو تنحية النخبة الحاكمة برمتها وإبعاد الجيش عن السياسة.

واستغل الملابسات التي أحاطت بالفترة الوجيزة التي قضاها في رئاسة الوزراء عام 2017 لتلميع صورته، وتعزيز أوراق اعتماده بوصفه شخصية نزيهة وقفت في مواجهة حاشية بوتفليقة، التي أصبح كثير من أفرادها في السجون، تلاحقهم تهم الفساد.

ومع ذلك، اعتقل ابنه أيضاً في عملية التطهير التي أعقبت سقوط بوتفليقة، وهو الآن بانتظار المحاكمة بتهمة الكسب غير المشروع. ويقول أنصار تبون إن محنة ابنه شاهد ودليل على استقلاله عن السلطات، إلا أن الحراك الشعبي لا يرى فيه سوى دمية في يد المؤسسة العسكرية التي تحاول تدوير النظام الفاسد والاختباء وراء واجهة مدنية للحكم كما كانت تفعل منذ استقلال الجزائر.