الجزائر معندهاش باش توفر الانترنيت لوزير خارجيتها

تكتب نهار 4 ديسمبر، 2020 مع 14:00 المغرب الكبير تابعونا على Scoop

مرة أخرى يكشف حكام الجزائر عن فشلهم في تدبير الشأن العام بالجارة الشرقية، وعن الأزمة التي تسبب فيها نظام الجنرالات منذ سرقة ثمار الاستقلال إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الانتقالية المستقلة بداية ستينيات القرن المنصرم…

ففي الوقت الذي كانت تنعقد فيه، يوم الأربعاء 2 دجنبر الجاري، عن طريق تقنية الفيديو، الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي التابع للاتحاد الإفريقي والذي يشارك فيه وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، فشل الدبلوماسي الجزائري بوقادوم في إلقاء تدخله بسبب خلل في شبكة الإنترنت..

 فقد انقطع الاتصال لثلاث مرات متتالية خلال مداخلة الوزير الجزائري بوقادوم، وهو ما تسبب في غضب مسيرة اشغال الجلسة، وتقرر إعطاء الكلمة لمشارك آخر في انتظار اصلاح شبكة الاتصالات في الجزائر، الدولة التي تتبجح بكونها القوة الاقليمية الأولى..

وللتأكد من زيف ادعاءات نظام العسكر بالجزائر، يكفي فقط إلقاء نظرة على تصنيفاتهم الدولية الأخيرة للحصول على فكرة عن الحالة السيئة لشبكة الإنترنت الجزائرية، فحسب المؤشر العام لـ”سبيد تيست” (هو موقع متخصص في تحليل الهاتف المحمول والثابت)، الصادر في شهر دجنبر 2019، احتلت الجزائر المرتبة الخامسة بين أسوأ شبكات الإنترنت في العالم، رغم ما تتوفر عليه من امكانات وثروة نفطية يذهب ريعها للاسف إلى حسابات الجنرالات وكل الذين يدورون في فلكهم، على حساب الشعب الذي لم يعد يطيق الأوضاع المتردية بالبلاد، وخرج منذ 22 فبراير 2019 في حراك شعبي للمطالبة برحيل كل رموز النظام العسكري الفاسد…

واحتلت دولة الجنرالات، التي نصبت نفسها كقوة إقليمية لا يشق لها غبار، المرتبة 138 في العالم من بين 139 دولة من حيث الاتصال بالهاتف المحمول، فيما احتل المغرب وتونس المرتبة 56 و72 على التوالي بسرعة تبلغ 33.04 ميغابايت في الثانية و25.04 ميغابايت في الثانية.

أما في ما يتعلق بالشبكة الثابتة، فاحتلت الجزائر المرتبة 173 في العالم من بين 176 بلدا، بسرعة اتصال تصل إلى 3.99 ميغابايت في الثانية، قبل ثلاث دول فقط، وهي فانواتو (3.87 ميغابايت في الثانية) وفنزويلا (3.64 ميغابايت في الثانية) وتركمانستان (2.06 ميغابايت في الثانية).

وللإشارة فقط، وللمزيد من توضيح الواضحات رغم انها من المفضحات، نورد ترتيبا آخر ورقم قياسي بئيس للجزائر. فـالمجلة الأمريكية سيو وورلد، الموجهة لصناع القرار، أصدرت في شهر فبراير الماضي دراسة سنوية وكشفت أن الجزائر تحتل المركز 182 في العالم من أصل 207 بلدان، من حيث سرعة الاتصال بالإنترنت، بسرعة تبلغ بالكاد 1.37 ميغابايت في الثانية، في حين أن المتوسط العالمي يصل إلى 11 ميجابايت في الثانية. وتشير هذه الدراسة إلى أن سرعة الاتصال بالمغرب تصل إلى 5.02 ميغابايت في الثانية وتونس 4.64 ميغابايت في الثانية، أي أن الاتصال بالإنترنت في هذين البلدين هو أسرع بثلاث إلى أربع مرات من جارتهما المغاربية.

لا تحتاج السلطات الجزائرية إلى تصنيف عالمي لتذكيرها بأن البلاد متخلفة في هذا المجال، فالمواطنون الجزائريون يعانون من ذلك يوميا. ففي شهر غشت الماضي، وفي مواجهة غضب الجزائريين، اضطر الرئيس عبد المجيد تبون شخصيا للاعتراف بأن شبكة الإنترنت سيئة في الجزائر.

ولتهدئة الجزائريين طلب الرئيس المعين من قبل المؤسسة العسكرية، من وزير الاتصالات إيجاد حل في أسرع وقت ممكن. ويبدو أن المدة الزمنية بين غشت وأوائل دجنبر قصيرة للغاية حتى يتمكن صبري بوقادوم من التحدث بدون مشاكل في الإنترنت مع نظرائه في الاتحاد الإفريقي…

إنها فضيحة ما بعدها فضيحة…