الصحراء المغربية..الجزائر تستنجد بآخر البعثيين فموريتانيا للدفاع عن الأطروحة الانفصالية

تكتب نهار 8 أكتوبر، 2020 مع 15:06 المغرب الكبير تابعونا على Scoop

بعد الضربة الموجعة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير عن الصحراء، للجزائر ومرتزقة البوليساريو، لجأ هؤلاء إلى خدمات زعيم البعثيين الموريتانيين لمهاجمة المغرب. غير أن وسائل الإعلام الموريتانية سرعان ما ردت عليه وأعادته إلى جحره خائبا مدحورا.

مرتزقة البوليساريو، ومن خلال أبواقهم الدعائية الممولة من ريع النفط الجزائري، سارعوا يوم 4 أكتوبر بالموازاة مع صدور التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول الصحراء، إلى البحث عن شخص يمكن أن ينسيهم خيباتهم فلم يجدوا سوى رجل عجوز منتهي الصلاحية في مجال السياسة الموريتانية يدعى محمد يحظيه ولد ابريد الليل، زعيم الفرع المحلي لحزب البعث العراقي.

ولد ابريد الليل، وكعادته، لم يجد ما يعلق عليه فشله وفشل المشروع الذي يحمله منذ سنين سوى المغرب، الذي حمّله كل ما يجري بالمنطقة قافزا على الواقع ومرددا نفس الاسطوانة المشروخة التي ترددها الجبهة الانفصالية بإيعاز من النظام العسكري الجزائري الذي ليست له المصلحة في حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لأن ذلك يشكل بكل بساطة اندحارا له ونهاية لما يقوم به من فساد وعرقلة لكل تقدم للمنطقة المغاربية….

آخر البعثيين في موريتانيا تحدث عن الكركرات وعن التعاون مع الجيران وعن كل شيء، إلا انه لم يأتي بجديد إلا ما تردده يوميا الآلة الإعلامية للمرتزقة بإيعاز من جنرالات الجزائر…

إن اختيار إجراء مقابلة مع ولد ابريد الليل على وجه الخصوص وفي ظرفية أصبحت فيها جبهة البوليساريو الانفصالية منبوذة من قبل المجتمع الدولي، ليس من قبيل الصدفة، فزعيم حزب البعث الموريتاني يشكل ترويكا صدامية (نسبة إلى صدام حسين) مع كل من “ممد ولد أحمد” و”ديفالي ولد الشين”، وهو ثلاثي معروفة بدعمه لمرتزقة البوليساريو. وبالنسبة لهذه الترويكا، فإن هذا الدعم يندرج في منظور، تصفه بأنه “استراتيجي”، يهدف مستقبلا إلى “استيعاب الصحراويين في جنوب المغرب وطوارق شمال مالي من قبل موريتانيا”.

والحقيقة أن حزب البعث الموريتاني لديه مشروع آخر، وهو التطهير العرقي، من خلال تطهير موريتانيا من مكونها الإفريقي الزنجي، أو على الأقل إدماجه، من خلال تعريبه طوعا أو قسرا، في الأغلبية المكونة من العرب والبربر والطوارق.

وعندما سئل عن دور النخب الموريتانية، التي تعتبرها هذه الوسيلة الإعلامية الانفصالية مدافعة عن مغربية الصحراء، لم يتردد ولد ابريد الليل في التضحية بهذه النخب ودفاعه عن الأطروحات الانفصالية. وبحسب فإن “النخب الموريتانية قد عولت كثيرا على إمكانية الحلول الدولية وأعفت نفسها من تحمل الواجب في هذا الأمر” في هذا الملف الإقليمي.

لا بد من القول إن ولد ابريد الليل، وهو صحافي سابق تكون في تونس في أوائل الستينيات وسياسي اعتاد على التنبؤات بالأخطر الوشيكة التي ستواجهه موريتانيا إذا لم يتم التماس نصائحه والعمل بها. لقد نجح هذا المتخصص في التنبؤات السياسية السيئة، والذي يشكو من عقده تشوه بصري فطري يخفيه وراء نظارته المظلمة الأبدية، في جعل نفسه شخصية “مهمة” بشكل متقطع خلال كل الأنظمة العسكرية المتعاقبة على موريتانيا…

وعلاوة على ذلك، كانت هناك مزحة شعبية مشهورة في موريتانيا تصف الحكومة التي شارك فيها ولد ابريد الليل لفترة وجيزة، بـ”الحكومة العوراء”، في إشارة إلى قصر النظر السياسي للزعيم البعثي الذي ينضاف إلى ضعف البصر الطبيعي لديه.

وقد وضع ولد ابريد الليل بالفعل واحدة من نبوءاته القاتمة موضع التنفيذ. حيث أنه روّج، في أواخر سبعينيات القرن الماضي، لفكرة خاطئة مفادها أن الراحلين الملك الحسن الثاني والرئيس السينغالي ليوبولد سيدار سنغور اتفقا سرا على تقسيم موريتانيا في ما بينهما. وبعد أقل من عقد من الزمان، كانت هذه الدعاية للحزب البعثي سبب الأزمة السينغالية الموريتانية الدامية، والتي خلفت عدة مئات من القتلى من الجانبين، ناهيك عن الترحيل القسري لعشرات الآلاف من الموريتانيين إلى السينغال ومالي المجاورتين.

لكن خدع ولد ابريد الليل أدت إلى أن ينتهي به الأمر إلى إبعاده بشكل دائم عن الحقل السياسي الموريتاني، رغم أنه لا يزال يتحرك فيه ولكن مثل الحرباء، والدليل على ذلك أنه عارض كل الأنظمة التي عرفتها البلاد منذ استقلالها قبل أن يتراجع ويدعمها. وهكذا فإنه قاد حملة ضد انتخاب ولد الغزواني، بل إنه دعم اثنين من المرشحين ضده، ولكن انتهى به المطاف بطلب لقاء مع الرئيس الموريتاني الجديد.

غير أن الخرجة الأخيرة لهذه الشخصية “الحرباء” في أعمدة إعلام مرتزقة البوليساريو ستكون بدون شك قاتلة وستزيد في عزله في المشهد السياسي الموريتاني. وقد قام أحد الصحافيين الموريتانيين بانتقاده وإعادة هذا البعثي إلى جادة الصواب في مقال يدافع فيه عن مغربية الصحراء والتعاون المغربي الموريتاني الإفريقي. وهذا الأمر سيجعل البوليساريو تندم على مقابلة رجل يكرهه الرأي العام ووسائل الإعلام الموريتانية على حد سواء.