جهود كبيرة فعهد سيدنا الله ينصرو لتحسين وضعية المرأة

تكتب نهار 7 يناير، 2024 مع 21:25 سياسة تابعونا على Scoop

عرفت وضعية المرأة في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ثورة هادئة في سياق دينامية مجتمعية وتنموية، مستلهمة من الإرادة الملكية في أن تتبوأ النساء المغربيات المكانة التي تستحقها من أجل بناء مغرب قوي ومتطور.

وفي هذا الإطار، راكمت المملكة، منذ اعتلاء جلالة الملك العرش، مكتسبات مهمة فيما يتعلق بقضايا المرأة، مشددا على أن الاهتمام بحقوق المرأة شكل أولوية وطنية في اتجاه تحصينها من كل أشكال التمييز والاستغلال.

وأكد جلالة الملك على هذا التوجه في مختلف الخطب الملكية السامية والتوجيهات السديدة لجلالته بهدف بلورة سياسات عمومية وبرامج وطنية لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، مع إيلاء أهمية قصوى للنساء في وضعية هشاشة، خاصة بالعالم القروي.

وتميز هذا الحرص الملكي بتبني مدونة الأسرة سنة 2004، التي تبرز النبوغ المغربي في البحث عن حلول متوازنة ومنصفة وعملية، في إطار مؤسسة إمارة المؤمنين، والتي تنم عن الاجتهاد المستنير المنفتح، وتنص على تكريس حقوق الإنسان والمواطنة للمغاربة نساء ورجالا على حد سواء…

وشكلت الإصلاحات العميقة التي عرفتها مدونة الأسرة في حينها، ثورة مجتمعية هادئة تم تحقيقها بفضل الاجتهاد الفقهي المغربي الذي أبان عن تفرده في إطار إمارة المؤمنين. وصونا للمكتسبات الحقوقية للمرأة المغربية، يأبى جلالة الملك إلا أن يكون أول من ينبه إلى بعض مظاهر القصور التي أصبحت تحول دون بلوغ مقاصد المدونة، ومنها تأكيد جلالته في خطاب العرش لسنة 2022 على أن “مدونة الأسرة في صيغتها الحالية أصبحت غير كافية، وإن كانت شكلت قفزة إلى الأمام حين إقرارها. ذلك لأن التجربة أبانت عن عدة عوائق تحول دون تحقيقها لمجمل أهدافها “.

ويتم التجاوب مع النداء الملكي من خلال التفكير الجماعي فيما يمكن العمل عليه لتحيين الآليات والتشريعات المرتبطة بالمرأة والأسرة، وجعلها مواكبة للتطورات والتراكمات الحقوقية والمجتمعية المكتسبة خلال السنوات الماضية، وهو ما يستلزم من كافة القوى الحية داخل المجتمع، وعلى رأسها البرلمان والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والجمعيات النسائية والفعاليات المدنية الانخراط في النقاش العمومي، بناء تصور واضح وموضوعي تجاه إصلاح مدونة الأسرة. ولا شك أن الاجتهاد الفقهي المغربي سيبدع مجددا إصلاحات تواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وترتقي إلى مستوى الطموحات المجتمعية والحقوقية.

وبخصوص المكتسبات الحقوقية التي تحققت للمرأة المغربية بفضل الرعاية الملكية الموصولة، لا بد من الوقوف على محطات بارزة من بينها، إقرار حق المرأة المتزوجة من أجنبي في منح الجنسية المغربية لأبنائها، وهو مكتسب مهم طالما طالبت به الجمعيات النسائية وفعاليات المجتمع المدني بالمملكة، وإصدار جلالة الملك سنة 2014 تعليماته إلى السلطات الوصية على الأراضي السلالية، للقطع مع القوانين السابقة، وتمكين المرأة من حقها الشرعي في الإرث على غرار الرجل، علاوة على فسح المجال للنساء لممارسة مهنة العدول بداية من سنة 2018.

كما بذلت المملكة جهودا كبيرة للوفاء بالتزاماتها الدولية لتدعيم حقوق المرأة ومحاربة جميع أشكال التمييز، ولمواصلة الانخراط المسؤول في المنظومة الدولية لحقوق المرأة. وفي هذا الصدد فإن المغرب انخرط بكل مسؤولية وجدية في الأجندة الأممية “النساء، السلم، الأمن”، من خلال أطلاق مخطط العمل الوطني حول النساء والسلم والأمن في مارس 2022، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1325.

وفي إطار حرص المملكة على مواصلة الانخراط في المنظومة الأممية لحماية حقوق المرأة، تم بتاريخ 22 أبريل 2022 إيداع وثائق الانضمام إلى البروتوكولين الاختياريين الملحقين بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وباتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة المتعلقين بالبلاغات الفردية والذين دخلا حيز التنفيذ في يوليوز 2022.

إن هذه المنجزات “الفارقة” التي حققتها المملكة لصالح المرأة المغربية حظيت خلال سنة 2022 بإشادة من طرف لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي سجلت بشكل إيجابي مظاهر التقدم المحرزة من طرف المغرب في مجال حقوق المرأة، لاسيما إعماله لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، إضافة إلى ترحيبها باعتماد منظومة تشريعات ساهمت في امتثال المملكة والتزامها بمقتضيات اتفاقية “سيداو…