متلازمة الذاكرة الخارقة

تكتب نهار 5 مارس، 2020 مع 06:00 من طنجة الى الكويرة تابعونا على Scoop

هل يمكنك تذكر ما تناولته من طعام منذ أسبوعين أو حتى منذ أسبوع مضى؟ ربما لا يمكن للبعض تذكر ما حصلوا عليه من طعام بالأمس القريب، لأنهم لا يملكون تلك الذاكرة الخارقة التي صارت كالمرض، وتعرف باسم متلازمة فرط الاستذكار.

متلازمة فرط الاستذكار

متلازمة فرط الاستذكار هو ذلك الاضطراب العجيب، المعروف أيضا باسم هايبرثيميسيا، والذي لم يصب به إلا عشرات من البشر حول العالم، لتتبدل حياتهم رأسا على عقب، بعدما صاروا قادرين على تذكر كل تفاصيل حياتهم، بصورة قد تسبب لهم الإجهاد النفسي.

أطلق اسم هايبرثيمسيا على أزمة الذاكرة الخارقة من قبل خبراء العلوم العصبية بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قاموا بذلك بعد دراسة الحالة الصحية العجيبة التي عانت منها الكاتبة الأمريكية جيل برايس، والتي اتضح بعد إجراء الاختبارات أنها قادرة على تذكر تفاصيل أمور مضت منذ سنوات وربما منذ عقود.

الذاكرة الخارقة

يتمتع عقل الإنسان الطبيعي بقدرة على تخزين المعلومات لأوقات قصيرة في العادة، فيما تبقى بعض الأمور المهمة لأوقات أكثر طولا وربما تستمر إلى الأبد مخزنة في الذاكرة، مع العلم بأن الذكريات قصيرة الأمد تخزن في مناطق مختلفة عن أماكن حفظ الذكريات بعيدة الأمد بداخل المخ.

في حالة المعاناة من متلازمة فرط الاستذكار أو الذاكرة الخارقة، يقوم المخ بتخزين المعلومات بالصورة المعتادة، إلا أن الفرق الجوهري هنا هو قدرة المخ على تطوير وتحسين الذكريات بمرور الوقت، ليصبح المرء قادرا على استعادتها كما هي، رغم مرور أوقات طويلة على حدوثها.

علامات وطرق التعامل

يرى الخبراء أنه من ضمن علامات الإصابة بمتلازمة الاستذكار أو الذاكرة الخارقة، تذكر تفاصيل نقاشات قديمة، والقدرة على استرجاع ذكريات الطفولة، وخاصة تلك التي حدثت في عمر الـ10 إلى الـ12، حيث تبدو واضحة للشخص كأنها حدثت منذ فترة بسيطة.

من بين العلامات الكاشفة عن المصابين بالذاكرة الخارقة، القدرة على تجنب التشتت من حولهم في حالة الرغبة في التركيز، كما يمكنهم الغوص بأفكارهم بداخل كم هائل من الذكريات التي عاشوها منذ سنوات وعقود.

يشير الأطباء في النهاية، إلى أن الذاكرة الخارقة أو متلازمة فرط الاستذكار، لا تؤثر بالسلب على حياة المصابين جسديا، لكنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الإجهاد النفسي النابع عن تذكر أمور حدثت قديما، ما يتطلب التدرب على التعامل مع تلك الذكريات بصورة تجعل الذاكرة الخارقة نعمة وليست نقمة.