إهمال دور ديال الاب فالتربية هو الطريق الأول لضياع الأطفال

تكتب نهار 22 فبراير، 2020 مع 20:00 مرأة تابعونا على Scoop

لطالما ارتبط مفهوم التربية مع وجود المرأة، فعندما نتحدث عن الطفل، نتحدث عن الأم مباشرة، دون أن نلقي الضوء على دور الأب في هذه التربية، وأهمية دوره في بناء شخصية الطفل. وبما أننا نعيش في مجتمع شرقي تكون فيه للرجل صلاحية تحديد مختلف أمور البيت. فقد يلقي على عاتق المرأة مسؤولية التربية كاملة، ليس فقط لأنه مشغول بتوفير لقمة العيش، بل قد يكون جهلاً منه بأهمية وجوده في مراحل تربية الطفل، وما يخصه في بناء شخصيته بشكل متوازن.

أهمية تواجد الأب في العائلة والمشاركة في تربية الأبناء :

الأطفال بحاجة لأن يشعروا بأن هنالك حماية ورعاية وإرشاد وتقويم تختلف عن ما وجدوه عند الأم،وبأن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة وهو مسئول عن رعيته.

وتؤكد الدراسات التي أجريت حول أسباب فشل الأبناء في الدراسة والحياة العملية أو تزايد حالات الإدمان أو العنف أن أحد أهم الأسباب هو غياب دور الأب داخل الأسرة ، فالأب هو مصدر السلطة في المنزل وبإمكان كل أب أن يتدارك ما فات من إهمال لأبناءه وعدم متابعة، في أن يبدأ بالاهتمام بهم ويحاول مصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، ويحاول أن يساعدهم في حل مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم دون التدخل المباشر في اختيارهم، ويكون لهم الصديق المخلص المتواجد حتى ولو كان غائباً.

فإحساس الأبناء بوجود رادع لهم إذا أخطؤوا يجعلهم على حذر من الوقوع بالخطأ، واقتراب الأب من أبناءه وتمضية الوقت الكافي معهم ومحاولة تفهم مشاكلهم وطلباتهم والنقاش معهم يعطيهم الثقة بالنفس، وبأن لديهم الصدر الحنون الذي يلجؤون له عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم، فيبعد بهذا عنهم شبح الضياع والتوهان وحل الأمور الصعبة بالطريقة الخاطئة والتي تؤدي بهم إلى طريق السوء.

نعم الأبناء بحاجة الأم ولكن في سن معين يحتاج الأبناء إلى الأب. وقد أجريت دراسة على 17,000 طفل في جامعة أكسفورد بإنجلترا ووجد أن:

البنات اللاتي نشئن بين أم وأب كن أقل عرضة للأمراض النفسية في حياتهن المستقبلية.

الأولاد اللذين كانت علاقتهم جيدة مع آبائهم كانوا بعيدين عن مشاكل العنف والإجرام.

الأولاد اللذين كانوا قريبين من آبائهم لم يكن لديهم مشاكل عاطفية او نفسيه أيضاً حياتهم المستقبلية في الدراسة وغيرها كانت أكثر استقراراً واكثر ثقة بالنفس.

تدخل الأب في تربية الأطفال منذ طفولتهم جعل التواصل معهم سهلاً في جميع مراحل العمر التالية.

وهذه النتائج أظهرت أن العلاقة السليمة والتربية الصحيحة بين الآباء والأبناء لا تتوقف فقط على تواجد الأب بل على مدى تواصل الأب مع أبناءه.

وهنا نقول أن على عاتق الأب والأم إحداث التوازن النفسي للأبناء وأن يكونا متفاهمين في طريقة وأسلوب تربية الأطفال منذ البداية وأن يتعاونا معاً في تنشئة أبنائهما التنشئة الصحيحة لخلق أسرة سوية تسهم في بناء مجتمع ناجح.