التعايش الديني والثقافي.. علامة مغربية مسجلة

تكتب نهار 3 أغسطس، 2022 مع 14:29 سياسة تابعونا على Scoop

أكدت المجلة الفرنسية « ليميسيكل » على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن المغرب قام ببلورة نموذج للتعايش الديني والثقافي، جعل منه « علامته المسجلة ».

وكتبت المجلة أن « المغرب يشغل لا محالة مكانة خاصة في العالم العربي. فهو البلد الإسلامي الوحيد الذي يعترف ضمن دستوره بالرافد العبري ». واعتبارا لتوفره على جالية يهودية ضمت في فترة معينة زهاء مليون فرد، « فإن المملكة عملت على بلورة نموذج للتعايش الديني والثقافي جعلت منه علامتها المسجلة ».

فبعنوان « المغرب أو الاستقرار المتحرك »، أوضح كاتب المقال أن « هناك في المغرب، أكثر من غيره، أمر أساسي بالنسبة للحوار في الشرق الأوسط آخذ في التبلور، ما يبرز إمكانية أن يكون البلد عربيا متشبثا بفلسطين وبحل الدولتين، في الوقت الذي يقيم فيه علاقة مع إسرائيل، في إطار متجدد ومتجرد من الدوغمائية ».

وأوضح أن « استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل في نهاية العام 2021 (…) يندرج في سياق نهج مستقل، على اعتبار أنه يقوم على مواصلة التأكيد على حق الفلسطينيين في التمتع بدولة عاصمتها القدس الشرقية، بالموازاة مع استئناف الحوار مع إسرائيل، ما يتيح لنحو 700 ألف إسرائيلي من أصول مغربية إعادة ربط الصلات مع بلدهم الأم ».

ومن وجهة نظره، فإن « الدفاع عن حق الفلسطينيين لم يعد يعني إظهار العداء تجاه إسرائيل، لكنه يعيد -إلى جانب اتفاقيات إبراهيم- إحياء روح اتفاقيات أوسلو ».

وبعد التأكيد على « حدث بالغ الأهمية » جرى منذ بضعة أسابيع، بفضل الوساطة المغربية-الأمريكية، والمتعلق بإعادة فتح معبر اللنبي الذي يربط بين الضفة الغربية والأردن، أوضحت وسيلة الإعلام الفرنسية أن « الأمر يتعلق هنا بنموذج ساطع لثقافة الوساطة المغربية العريقة في مسلسل السلام بالشرق الأوسط، والتي تعود إلى منتصف القرن الماضي ».

وأضافت المجلة أنه « من خلال إظهار أنه من الممكن المزاوجة بين الثبات على المبادئ الأساسية بالموازاة مع تحديث المقاربة الدبلوماسية تجاه إسرائيل، يظهر المغرب أن هناك طريقا آخر ممكنا، وأن هذا البلد الذي غالبا ما يضرب به المثل من حيث الاستقرار، يعرف أيضا كيف ينخرط في سيرورة من الحركية ».

من جهة أخرى، أشارت « ليميسيكل » إلى أنه إلى جانب موقعه المتفرد داخل المنتظم الأممي، فإن المغرب أضحى يطمح إلى أن يصبح « تنينا إفريقيا »، بناء على قاعدة اقتصادية وصناعية نوعية وطموح قاري مهم.

وبحسب المجلة، فإن صاحب الجلالة الملك محمد السادس « يجسد هذه الرغبة العارمة في مواصلة شق هذا المسار المغربي وفق قاعدة ذهبية يتم تناقلها جيلا بعد جيل: عدم تقليد أحد أبدا »، مسجلة أن سلسلة من القرارات الإستراتيجية مكنت البلاد من مضاعفة ناتجها المحلي الإجمالي ثلاث مرات في ظرف عشرين عاما، وبناء قرابة 2000 كيلومترا من الطرق السيارة، وإنشاء أكبر ميناء إفريقي في طنجة، وكذا التوفر على أول خط للقطار فائق السرعة في القارة، والذي يربط اليوم طنجة بالدار البيضاء.

وعلى الصعيد المالي – تضيف المجلة – أصبحت المملكة المستثمر الأول في غرب إفريقيا والثاني على المستوى القاري، كما تنتشر الشركات المغربية الآن في عشرات الدول، لاسيما في قطاع الخدمات البنكية، التأمين أو الصناعات الغذائية والأسمدة.

وبحسب وسيلة الإعلام الفرنسية، فإن هذا البعد المزدوج لـ « المغرب الجديد » بقيادة جلالة الملك، أي قدرته الفريدة على مباشرة الحوار مع الحضارات الأخرى وبصمته الاقتصادية العالمية، يسائل أوروبا وفرنسا على مستويات عدة.

وخلصت إلى الإشارة إلى أن « المغرب، القوة في شمال إفريقيا والشريك المتواجد في جنوب أوروبا، يضطلع اليوم بدور الكشاف للعديد من البلدان العربية والمتوسطية ».