ربط مشاركة الشباب فالانتخابات بالامتيازات “اقتراح غير ديمقراطي”

تكتب نهار 27 يوليو، 2020 مع 13:08 سياسة تابعونا على Scoop

كشفت الأحزاب السياسية عن تصوراتها ومقترحاتها بشأن الانتخابات التشريعية المقبلة، والتي ستجري سنة 2021، والتي تعتبر سنة انتخابية بامتياز، حيث سيتم خلالها تجديد كافة المؤسسات المنتخبة الوطنية والمحلية والمهنية، من مجالس جماعية ومجالس إقليمية ومجالس جهوية وغرف مهنية، علاوة على انتخابات ممثلي المأجورين، ثم مجلسي البرلمان.

فهل المقترحات المقدمة قادرة على تحيين المنظومة الإنتخابية وإضفاء دينامية جديدة على العمل السياسي؟ الجواب في حوار أجرته دوزيم مع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش عبد الرحيم العلام:

ما تعليقكم على المقترحات التي تقدمت بها الأحزاب السياسية الوطنية يخصوص تحيين المنظومة الانتخابية؟

تقديم الأحزاب لتصوراتها ومقترحاتها هو من باب الأعراف أو الطقوس التي تعودنا عليها قبل أي استحقاق انتخابي من أجل خلق نقاش حول هذا الأخير دون إحداث أي تغيير ملموس في المنظومة الانتخابية.

في كل مرة تحاول الأحزاب السياسية من خلال مذكراتها خلق نقاش حول النظام الانتخابي، العتبة، إجبارية التصويت وغيرها من المحاور المتعلقة بالحياة السياسية والمنظومة الانتخابية.

خلق مقترح اعتبار التصويت شرطا ترجيحيا للاستفادة من الخدمات والبرامج الاجتماعية، وكذلك في حالة تساوي المرشحين في الولوج إلى الوظيفة العمومية جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، هل تعتقد أن هذا المقترح هو من بين الحلول القادرة على الرفع من نسبة المشاركة في الانتخابات؟

هذا المقترح غير دستوري وغير ديمقراطي، لأن التصويت في الانتخابات حق وليس واجب، ولا يمكن أن نجبر المواطن على المشاركة في العملية الانتخابية بطرق ملتوية من خلال التهديد بحرمانه من الاستفادة من الخدمات والبرامج الاجتماعية، وكذلك الوظيفة العمومية.

الاقصاء والتهميش وغيرها من المشاكل الاجتماعية كلها أمور جعلت المواطن المغربي، والشباب بصفة خاصة عازفا عن المشاركة السياسية، وطرح هذا المقترح أعتقد أنه سيزيد من هذا العزوف، إن لم يتسبب في نتائج عكسية، ولا أتوقع أن يتم اعتماد هذا المقترح.

في نظركم، ما هو الحل لإضفاء دينامية جديدة على العمل السياسي ومصالحة الشباب معه؟

إقناع المواطن بالمشاركة في الانتخابات يكون من خلال تجويد البرامج الحزبية والوفاء بالوعود الانتخابية، وكذلك من خلال العمل على إيجاد حلول للمشاكل اليومية للمواطنين، وعدم الاكتفاء بالتواصل المناسباتي خلال الحملات الانتخابية، إلى جانب الحرص على إيصال صوت المواطن إلى البرلمان والدفاع عن حقوقه.

تشبيب الأحزاب السياسية ومنح الشباب فرصة اتخاذ القرار والمشاركة في العملية السياسية، إلى جانب إعادة النظر في المنظومة الانتخابية التي تفرض خلق تحالفات سياسية غير متجانسة من أجل تشكيل الائتلاف الحكومي وهو الأمر الذي يغيب العقيدة السياسية ويخلق لدنيا أحيانا معارضة داخل الأغلبية.

بعض الأحزاب السياسية تراهن فقط على وجودها داخل الأغلبية وعلى عدد الحقائب الوزارية التي تحصل عليها، في الوقت الذي يجب أن تقوم بدور الوساطة الحقيقة من خلال إيصال صوت المواطن للمؤسسات السياسية المعنية.

على الأحزاب أن تبدل مجهودا في صياغتها للبرامج الانتخابية وأن تكون متفردة في ذلك، لأن أغلب البرامج التي تقدمها الأحزاب تكون متشابهة ولا وجود لتصورات جديدة قادرة على إقناع المواطن بالتصويت.