المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: التزام ملكي دؤوب من أجل الكرامة الإنسانية

تكتب نهار 21 مايو، 2023 مع 13:20 سياسة تابعونا على Scoop

يعد الحفاظ على الكرامة الإنسانية الموجه اليومي الثابت لكل تدخلات ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كنموذج مغربي في محاربة الفقر والإقصاء والهشاشة.
منذ إطلاقها سنة 2005 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لم تتوقف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن مساندة ودعم المبادرات الفردية والجماعية التي تساهم في الحفاظ على الكرامة الإنسانية، هذه القيمة الكونية السامية والأساسية التي تعتبر حجر الزاوية للمجتمعات المندمجة والعادلة.
وبفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تم إنجاز العديد من المشاريع عبر ربوع المملكة للسير على سكة الكرامة، وتوفير فرص جديدة وتسهيل الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لشريحة كبير من المجتمع في وضعية هشاشة وضعف.
ويشكل مركز “دفء” للإسعاف والإدماج الاجتماعي بخريبكة واحدا من المشاريع التي تم إنجازها في هذا الإطار بفضل العمل الاجتماعي والتضامني الثابت للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ولعل هذا المركز، الذي تم بناؤه وتجهيزه في وقت قياسي يصل ستة أشهر على مساحة 1300 متر مربع والذي يستفيد منه بالأساس ، الأشخاص بدون مأوى والنساء ضحايا العنف ، يعد أكثر من مجرد مأوى أو بناية لاستقبال الأشخاص في وضعية صعبة، بل في واقع الأمر هو فضاء للعيش والازدهار ويمنح لنزلاءه فرصة إعادة بناء أنفسهم للمضي قدما بشكل أفضل.
وفي الواقع، فإن هذه المؤسسة تعكس الاهتمام الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للأشخاص بدون مأوى الذين يعيشون كليا في هامش المجتمع من أجل مساعدتهم على تحمل المسؤولية في حياتهم بعيدا عن عالم مظلم وقاسي.
و أكد الطيب خلدون، عن قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم خريبكة، أن “هذا المركز هو نموذج لهذه المشاريع التي تقوم بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تساهم في الحفاظ على الكرامة الإنسانية”.
وأضاف أن هذا المركز تم إحداثه سنة 2020 في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ساهمت بمبلغ 5 ملايين درهم، وجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي عمالة إقليم خريبكة، والمديرية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية التي وفرت العقار ، والتعاون الوطني الذي يتولى الإشراف ومواكبة المشروع.
وأبرز أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتعاون الوطني ساهما أيضا في تجهيز مركز “دفء” للإسعاف والإدماج الاجتماعي بخريبكة بدعم يبلغ على التوالي 500 ألف درهم و300 ألف درهم .
ويوفر المركز لنزلائه خدمات متعددة من سقف ومأوى آمنين ومريحين، وكذا خدمات الإطعام والنظافة، بالإضافة إلى تتبع طبي بشراكة مع المستشفى المحلي أو الإقليمي.
وبحسب محمد سكوم، عضو جمعية “أولاد لبلاد” للإسعاف الاجتماعي التي تشرف على تسيير هذا المركز، فإن هذه المؤسسة التي تسع طاقتها ل 70 شخصا، تقدم خدمات متنوعة لنزلاءها من استقبال وإيواء ومطعمة ونظافة وتتبع طبي في أفق بلوغ إدماج أسري أو اجتماعي محتمل.
وأوضح أن مركز “دفء”، ومنذ انطلاق العمل به حتى الآن، استقبل ما مجموعه 192 شخصا وسجل أزيد من 16 ألف ليلة مبيت كما أنه قدم أكثر من 40 ألف وجبة خلال هذه الفترة.

وبالنظر لكونه يبقى شاهدا على الالتزام التضامني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الأشخاص في وضعية هشة، فإن مركز “دفء” يعد من نواح كثيرة معلمة هامة في عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة المعوزين. إنه مشروع ذو فائدة اجتماعية كبيرة ويعد أحد أكبر وأهم إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم خريبكة.