غزافييه دريانكور يعري النظام العسكري الجزائري المنهار

تكتب نهار 10 يناير، 2023 مع 10:41 المغرب الكبير تابعونا على Scoop

مصطفى البختي

في مقال نشرته “لوفيغارو” للسفير الفرنسي السابق لدى الجزائر، غزافييه دريانكور، Xavier Driencourt ، وهو دبلوماسي ومدير عام سابق لإدارة Quai d’Orsay ، ورئيس المفتشية العامة للشؤون الخارجية، أكد فيه: “إذا اضطررت إلى تلخيص الوضع بإيجاز ووحشي، فسأقول إن” الجزائر الجديدة “، وفقًا للصيغة الشائعة في الجزائر العاصمة، في طور الانهيار”.

كما اعتبر أن: “جميع المراقبين الموضوعيين يلاحظون أنه منذ عام 2020،” ربما بعد أسابيع قليلة من الأمل، أظهر النظام الجزائري وجهه الحقيقي: نظام عسكري، مدرّب على أساليب الاتحاد السوفييتي السابق، وحشي، بواجهة مدنية فاسدة مثل سابقتها التي أسقطها الحراك، مهووسة بالحفاظ على امتيازاتها، وريعها وغير مبالية بمحنة الشعب الجزائري”.

وأضاف قائلا: إن “أداء الجزائر سيئ، أسوأ بكثير مما يعتقده المراقبون أو الصحافيون النادرون، إذ إن 45 مليون جزائري لديهم هاجس واحد فقط: المغادرة والفرار”.

واسترسل متسائلا: “الذهاب إلى أين؟ إن لم يكن إلى فرنسا، حيث لكل جزائري عائلة. ويتقدم عدد لا يحصى من الأشخاص اليوم للحصول على تأشيرة لغرض وحيد هو القيام برحلة في اتجاه واحد، أي البقاء بطريقة أو بأخرى في فرنسا”.

“الخيارات الكارثية لعام 1962 والأزمة الاقتصادية والفساد الناجم عن ريع النفط وإحباط عزيمة ليس فقط نُخب المدن الكبرى في الشمال، ولكن أيضا سكان الريف وعمق الجزائر، هي أمور تؤكد أنه بهذه الوتيرة، سيبقى عدد قليل من الناس في الجزائر، وبالتالي، فإن ثمن عمى فرنسا أو تنازلاتها سيجر عليها هجرة جماعية”.

 

هذه الصورة الكارثية، التي تطرق لها الدبلوماسي غزافييه دريانكور، الذي نشر كتاب تجربته بالجزائر، بعنوان: “لغز جزائري سجلات سفارة في الجزائر”. للوضع الذي يعيشه الشعب الجزائري تحت نظامه العسكري المتسلط، يدفعه لترك  الجزائر والهروب من جحيم قمع واستبداد نظامه القذر، وهو تعبير عن رفض الشارع الجزائري المطلق لهذا النظام “البنعكنوني” المتسلط الذي عمّر طويلا بسياسته القمعية وشعارات الأدلجة وأعداء وهميين، بحملات مسعورة للاستمرار في الحكم، لفقدانه للشرعية، نظام يائس ومهزوم، يقوم بالتطهير السياسي، بعد وصوله للطريق المسدود يعجل بانهياره”.