الإعلام الموريتاني تيشيد بتأمين معبر الكركرات  

تكتب نهار 14 نوفمبر، 2020 مع 12:55 سياسة تابعونا على Scoop

تصدر تدخل القوات المسلحة الملكية، صباح الجمعة، لفتح وتأمين الطريق البري بين المغرب وموريتانيا، عناوين جميع وسائل الإعلام الموريتانية. ومعلوم أن هذا التدخل كان إعلانا عن انتهاء الحصار الاقتصادي الذي فرضته البوليساريو على موريتانيا في الآونة الأخيرة.

وإذا كان هناك بلد يجب أن تستقبل بارتياح كبير نهاية “عهد السيبة” الذي فرض في الأسابيع الأخيرة عند معبر الكركرات، فهي موريتانيا. فهذا البلد عانى من حظر اقتصادي منذ 21 أكتوبر فرضته مليشيات البوليساريو، مما دفع نواكشوط إلى تقديم طلب رسمي، الأربعاء الماضي، بإنهاء هذا الوضع في أقرب وقت ممكن. وهو الأمر الذي وقع بالفعل بعدما قامت القوات المسلحة الملكية بإعادة الهدوء لمعبر الكركرات خلال تدخل سلمي يوم الجمعة 13 نونبر.

وحتى لو لم يتم تسجيل أي رد فعل رسمي موريتاني لحد الآن، باستثناء وضع الوحدات العسكرية العاملة في المناطق الشمالية من البلاد في حالة تأهب، بحسب موقع “مراسلون”، فإن جميع وسائل الإعلام الموريتانية تقريبا أعلنت عن العملية العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية ليلة الخميس إلى الجمعة بمنطقة الكركرات.

بطبيعة الحال، فقد اكتفت فقط بإعادة نشر البيانات الصحفية للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلا أن عناوين وسائل الإعلام الموريتانية تكشف، إذا تمت قراءتها بتمعن، دعم تدخل الجيش الملكي في الكركرات.

وهذه بعض العناوين التي تصدرت وسائل الإعلام الموريتانية: “عملية عسكرية على الحدود المغربية الموريتانية” (جريدة الصحراء) و”الجيش المغربي ينفذ عملية ضد البوليساريو في الكركرات” (جريدة الميادين). “المغرب يعيد حرية التنقل عبر معبر الكركرات”، هذا هو العنوان الذي اختاره موقع “صحراميديا”، وهو موقع نشر أيضا تقريرا طويلا مصورا يوضح فرار قطاع الطرق الانفصاليين بعد وصول جنود القوات المسلحة الملكية إلى المنطقة برفقة بعض مراقبي بعثة المينورسو.

وذهبت مواقع أخرى أبعد من ذلك لإجراء تحليل أولي لعودة الأمن والنظام في معبر الكركرات. وهكذا بالنسبة لموقع “الوئام أنفو”، تحت عنوان “بعد عدة أسابيع من ضبط النفس، المغرب يطهر الكركرات من الانفصاليين”، فإن تدخل القوات المسلحة الملكية يوم الجمعة هو تدخل شرعي. فهو من ناحية “طرد ميليشيات البوليساريو، التي أرسلها النظام الجزائري إلى هناك بهدف وحيد هو تعطيل الحركة التجارية بالمعبر الدولي المار بالحدود المغربية الموريتانية”، بحسب ما كتبه الموقع الموريتاني. ومن ناحية أخرى، فإن فرض حصار على معبر الكركرات أثر على العديد من المواطنين المغاربة (تجار، سائقو شاحنات، إلخ) الذين ظلوا محاصرين لعدة أسابيع، بعيدا عن عائلاتهم، وبالتالي فإن تدخل القوات المسلحة الملكية، بالإضافة إلى تطهير المعبر الحدودي وبالتالي السماح باستئناف الأنشطة الاقتصادية في المنطقة، كان تدخلا ذو طابع “إنساني” بالأساس، بحسب موقع “الوئام أنفو”.

وأشاد الموقع الموريتاني، في مقال آخر، بضبط النفس وحزم المغرب، إذ أن هذه العملية “ليست لها نوايا عدوانية تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي”، كما ورد في البيان الصحفي للقوات المسلحة الملكية.

وفي نفس السياق كتب موقع “أنباء أنفو” أن الموريتانيين أجمعوا على الإشادة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ”احترافية الجيش المغربي الذي نجح في إعادة فتح معبر الكركرات دون أن تسيل أي قطرة دم”. وأفاد الموقع نفسه أن الإعلان عن تدخل الجيش الملكي صباح الجمعة كان له أثر فوري على انخفاض كبير في أسعار المواد الغذائية في الأسواق الموريتانية.

من جهته، تطرق موقع “أقلام” (كالاميس) إلى “السيناريوهات” المتوقعة بعد “إقامة حزام أمني من قبل القوات المسلحة الملكية يوم الجمعة من أجل تأمين تدفق البضائع والأشخاص” عبر معبر الكركرات. بالنسبة لهذا الموقع، يجب على موريتانيا أيضا “تأمين حدودها لمنع أي تسلل لعناصر البوليساريو في حالة اندلاع الأعمال العدائية العسكرية”.

إلا أن هذه الوسيلة الإعلامية تعتقد أن فرضية اندلاع “صراع عسكري يجب استبعادها، طالما أن ميزان القوى يجعل أن البوليساريو لا تستطيع فعل أي شيء ضد القوة العسكرية المغربية. كما أنه لا يمكنها الاعتماد على التسلح الجزائري المتضخم، لأن هذا البلد يمر حاليا بأزمة سيئة ولا يمكنه تحمل أزمة أخرى”. وهذه طريقة للقول إن البوليساريو، بإعلان خروجها من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991، أظهرت وجهها الحقيقي، وجه حركة خارجة عن القانون.