شكون اللي غادي يحاسب العدل والإحسان على فعايلها فالماضي وكذوبها فالحاضر؟

تكتب نهار 9 يناير، 2020 مع 16:53 مجتمع تابعونا على Scoop

قال محمد عبادي، امين عام جماعة العدل والإحسان، في تدوينة على فيسبوك “من يسائل الدولة عما تقترفه في حق الشباب الذي يخرج إلى الشارع بنظام وانضباط لا يثير فتنة ولا يحمل حجرا فتنهال عليه الهراوات ويداس بالأقدام ويزج به في السجون”. وبدوره أصبح الشيخ يتعاطى للتكنولوجيا الحديثة أو كما يقول المغاربة “حتى شاب عاد بغا حجاب”.

واخترنا تعريف القارئ بهذه الشخصية المهمة، قبل نقد كلامه، لأن الشخص يعرف من كلامه كما يعرف الكلام من صاحبه. محمد عبادي، رجل تائه في وجدة عثر على مجلة الجماعة التي كان يصدرها عبد السلام ياسين، فبعث إليه رسالة يمدحه فيها على هذا الكنز العظيم. فكتب إليه ياسين “أن أقدم إلي”، فجاء إليه بالرباط فأصبح زعيما ومن قادة الجماعة. لقد كان المرشد المؤسس يختار أعوانه من “الأغبياء” حتى لا يسائله أحد، وإن سأله طرده مثلما فعل مع محمد البشيري.

لما توفي ياسين تم اختيار محمد عبادي أمينا عاما بعد أن سحبوا منه لقب المرشد، ليس لأنه أعلمهم ولكن لأنه أغباهم وأسهلهم على الانقياد، وهو لعبة في يد فتح الله أرسلان وعبد الواحد متوكل.

عودا على بدء نفتح مناقشة له بسؤال معاكس: متى كان الشباب همّ الجماعة قبل أن يكون همّ أمينها العام؟ وعن أي شباب يتحدث؟ هل يتحدث عن الشباب اليساري، الذين فتكت بهم الجماعة في التسعينات وقتلت منهم المعطي بوملي بوجدة منفردة وأيت الجيد متواطئة مع جماعات أخرى منها المشكلة اليوم للتوحيد والإصلاح؟

هل هُم الشباب الذين قامت الجماعة بزعزعة عقيدتهم وهي تدعي الدفاع عن المعتقد؟ أليست هي الجامعة التي تخرج منها سعيد بنجبلي، الشاب الذي تحول إلى الالحاد تم إلى ادعاء الألوهية والنبوة؟ أليس أبناء الجماعة وفقهاؤها من زرعوا في قلبه وعقله الشك فاختلط عليه باليقين؟ سعيد بنجبلي اليوم تائه في أرض ينشر مزاعم النبوة التي هي ثمرة سنوات طويلة قضاها في كنف جماعة العدل والإحسان.

عن أي شباب يدافع عبادي؟ هل الشباب المغربي المكافح، أم الشباب الذي علمته الجماعة أن أموال الناس التي تعيش عصر الفتنة حلال؟ أليست هذه المبررات هي التي جعلت عشرات أعضاء الجماعة يتورطون في قضايا شيكات بدون مؤونة؟ وهي كثيرة بمختلف المدن من أكبرها إلى أصغرها.

والآن لنتحدث عن “قمع الشباب الذي يخرج إلى الشارع لا يثير فتنة ولا يحمل حجرا…”، فإذا كان يقصد الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية فالمغرب يعرف حوالي 14 ألف شكلا من أشكال الاحتجاج سنويا، ونادرا ما تقع انزياحات تتعاطى معها قوى الأمن بما يلزم قانونا، فهذه معروفة ولا يمكن الاتجار بها.

لكن هناك احتجاجات حُملت فيها الأحجار والأسلحة البيضاء وغيرها من الممنوعات وتم إضرام النار خلالها، بل وصل الأمر إلى حد القتل، كما حدث أثناء تفكيك مخيم اكديم إزيك و ما يسمى بـ”حراك الريف”…ولكن الوقفات والمسيرات السلمية فهي بالآلاف وتكاد الرباط تعرف كل يوم احتجاجا يشارك فيه ابناء الجماعة دون أن يمسسهم سوء، لكن سوء النية هو ما يحرك عبادي ومن معه.

ونختم بسؤال ملحاح: من يحاسب الجماعة على ما اقترفته من قتل وتقتيل في صفوف الشباب اليساري وخصوصا الطلبة القاعديين؟ ومن يحاسب الجماعة اليوم على الكذب ونشر التحريض والإشاعة المضرة بالسلامة العقلية للمغاربة؟