وهذا، أصبحت مقبرة الغفران بالدار البيضاء كليا تحت رحمة الفيضانات، وصدم أفراد عائلات الموتى الذین زاروا المقبرة بعد هطول التساقطات، من هول المشاهد، وقد عرت المياه قبور ذویهم، وغيرت ملامح قبور أخرى، فمنهم من لم یجد قبر والدته أو والده أو أحد أقاربه، حیث لا ترى سوى برك میاه تفوه منها رائحة الموت.
ويحدث هذا في الوقت الذي تشهد فيه مدينة الدار البيضاء فوضى كبيرة في التسيير واختلال في منظومة البنيات التحتية، و في غیاب تام لإدارة تتكفل بتسيير المقابر.
وفي غیاب التفاتة سریعة من المسؤولین الجماعیین للمقابر، يجد ذوي الموتى الذین یرقدون في المقبرة، أنفسهم في وضع مؤلم، ولم یجدوا مناصا من توجیه شكایات حول هذا التجاهل للوضع الكارثي للمقابر.
خاصة وأن من بينهم من دفع ثمن القبر، لكن “الإدارة” أعطتهم مهلة شهرین حتى يتمكن من بناء هذا القبر، وهنا یطرح السؤال عن المسطرة التي تخضع لها أثمنة القبور بهذه المقبرة، التي یصل الواحد منها إلى أزید من ألفي درهم.