المطبخ وحد المسلمين واليهود

تكتب نهار 31 ديسمبر، 2020 مع 11:51 مجتمع تابعونا على Scoop

المغرب كان منذ سنين خلت أرضا للتعايش بين الديانات الثلاث، ومن أبرز مظاهر هذا التعايش ذلك الذي كان بين المسلمين واليهود عاشوا جنبا إلى جنب وانصهرت فيما بينهم الثقافتين (المغربية واليهودية).

في القدم كانت الجدات المسلمات تتبادلن الأطباق والأكلات مع المغربيات اليهوديات في المناسبات ومن غير المناسبات؛ وهذا ما جعل مجموعة من الأطباق اليهودية مستوحاة من مطبخ المسلمين، وهذا ما يؤكده ألبير المالح، رئيس نادي الاتحاد اليهودي بالدار البيضاء، والذي يوجد فيه نادي الطهاة الذي يعنى بالأطباق اليهودية، ويقول: “بالفعل المطبخ اليهودي تأثر بشكل كبير بمطبخ باقي المغاربة في فترة تعايش اليهود المغاربة مع المسلمين”.

وأضاف ألبير، في تصريح لدوزيم، أن اليهود المغاربة أخذوا من تقاليد الطبخ من المسلمين والعكس صحيح، معتبرا أن هذا الانسجام بين الثقافتين يعود لأكثر من ألفي سنة وهذا يظهر في حجم التنوع في الأطباق اليهودية الحالية.

“ما تركه لنا أجدادنا في المطبخ اليهودي لازلنا نحافظ عليه وحاضر إلى اليوم” يقول ألبير، ثم يواصل، ” في كل الأعياد والمناسبات تحضر أطباق خاصة؛ ومن هذه الأكلات وأشهرها “السخينة” أو “الدفينة” وترجع تسميتها لكونها تطبخ في حفرة داخل الأرض وكأنها مدفونة أو في أفران تحت الأرض”، وزاد مفسرا: “هذه الطريقة في الطهي تجعل هذه الأكلة تظل ساخنة إلى غاية اليوم الموالي وتؤكل أثناء وجبة الغذاء يوم السبت المعروف بـ “شباط” حسب تقاليدنا”.

وواصل حديثه في شرح مكونات هذا الطبق التقليدي اليهودي وقال: “تتكون “السخينة” من القمح، الحمص والعدس والأرز، فضلا عن اللحم والبيض والبطاطس، وتستعمل فيه التوابل كـ “الزعفران، والرأس الحانوت والفلفل الأسود، الزنجبيل والزيت والملح بالإضافة إلى الثوم.”

لكن، وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن “هذا الطبق التقليدي اليهودي قَلَّت وتيرته بعض الشيء داخل بعض الأسر اليهودية لأنه شباب اليوم يرى فيه هذ الطبق أنه “ثقيل” لأنه غني بالسعرات الحرارية”، يبرز ذات المتحدث، وإلى جانب “السخينة” ذكر ألبير أن المطبخ اليهودي معروف أيضا بطبق نثرية بالدجاج وغيره..

وأشار إلى أن الاختلاف ما بين مطبخ المسلمين ومطبخ اليهود أن هذا الأخير ” ميزته الأساسية أنه لا يجب الخلط في طهي المأكولات بين اللحم والحليب ومشتقاته”، مرجعا ذلك، بما “ورثوه عن الأجداد”.

واعترف المتحدث ذاته، أن المطبخ اليهودي أخذ مجموعة من أطباق باقي المغاربة كـ “الدجاج المحمر، المعسل..”.

وفي ختام تصريحه، كشف المتحدث ذاته، أن “اليهود المغاربة ساهموا بشكل لافت في التعريف بالمطبخ المغربي ونجحوا في التسويق به عالميا بطريقتهم الخاصة”، مؤكدا على أنه “المطاعم اليهودية المغربية الموجودة بإسرائيل مشهورة جدا وعليها إقبال كبير من الإسرائيليين الذين يحبون المأكولات المغربية اليهودية”.