قال، أستاذ العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، إن العلاقات الأمريكية – المغربية راسخة في التاريخ وكل رؤساء الدول الذين تعاقبوا على الولايات المتحدة فإنهم يشيدون بمثانة هذه العلاقات بين واشنطن والرباط.
وأضاف الحسيني، أن “بايدن سبق له أن زار المغرب للمشاركة في مؤتمر مهم حول ريادة الأعمال وألقى خطابا أثنى فيه على العلاقات المغربية الأمريكية؛ وأشاد بكون بلادنا أول دولة اعترفت بالولايات المتحدة وأشار إلى أن قلوب جميع الأميركيين هي مع المغرب”.
وأضاف ذات المتحدث، أن “تولي بايدن للحكم بأمريكا ترك نوعا من الارتياح النفسي على الأقل كشخص”، لكن، “هل هذا النوع من التفاهم من شأنه أن يؤثر بقوة على العلاقات الأمريكية المغربية في المستقبل؟” يضيف متسائلا.
وزاد قائلا: ” المتتبعون يرون أن الحزب الجمهوري والديمقراطي هما معا وجهان لعملة واحدة، وأنا أعتقد بأن هذا يكون صحيحا بالنسبة للشأن الداخلي، فيما بالنسبة للشؤون الخارجية فإن الولايات المتحدة بقيادة الجمهوريين أكثر شغفا واهتماما بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، بينما الديمقراطيون يلحون خاصة على إصلاح الضرائب وإقامة نظام تعادلي داخل المجتمع الأمريكي..”.
حول تدخل الرئيس الجديد “بايدن” في ملف الصحراء المغربية، أورد الحسيني، “أنه إذا كان هناك أي تدخل فإن سيكون من باب بعض الجماعات التي تساند الرئيس الأمريكي”، مشددا على أن “الولايات المتحدة الأمريكية لها اتفاقيات مهمة مع المغرب وعلى رأسها اتفاق التبادل الحر”، مشيرا إلى أن ” هناك خصوصية أخرى وهي أن واشنطن تعتبر المغرب بمثابة حليف استراتيجي خارج الحلف الأطلسي، ومن أجل ذلك يتم عقد سنويا جلسات للحوار الاستراتيجي”.
وفيما يتعلق بملف التعاون ضد الإرهاب، أبرز المحلل السياسي، أن “المغرب أصبح حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة خاصة بعد أحداث 11 شتنبر الإرهابية”، مضيفا، أن بلادنا يعتد بها من طرف الأمريكيين في هذا المجال من جهة، ثم من جهة أخرى يفيد المتحدث نفسه، أن “المغرب ينظم مع الولايات المتحدة مناورات عسكرية في البحر المتوسط يطلق عليها “الأسد الأفريقي” حيث يلعب فيها المغرب دورا أساسيا”.
ومضى في ختام حديثه قائلا: “أي كان الرئيس الأمريكي المنتخب سواء كان من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي فإن لا غنى له عن التعاون مع المغرب في شتى المجالات” مبرزا بالقول: ” المغرب اليوم مدعو إلى نهج سلوك دبلوماسية فعالة وقوية من أجل استقطاب الإدارة الأمريكية الجديدة”.
