كرين للبيجيديين: المواقف فالسياسة الخارجية المبنية على الخلفيات الإديولوجية منهجية فاشلة

تكتب نهار 6 نوفمبر، 2020 مع 13:53 سياسة تابعونا على Scoop

في رده على الخرجة الأخيرة لأحد برلمانيي حزب “العدالة والتنمية” الذي شكك في نوايا إقامة قنصلية عامة لدولة الإمارات العربية في العيون المغربية، كتب الدكتور مصطفى كرين صباح اليوم الجمعة 6 نونبر، تدوينة على صفحته في الفايسبوك وضح فيها مجموعة من النقط، قائلا: “تفاعلا مع الخرجات غير المسؤولة والمعادية لمصلحة الوطن، المتعلقة بإعلان بعض البرلمانيين عن مواقف عدوانية تجاه الخطوة التي قامت بها الإمارات العربية المتحدة عبر فتح قنصلية لها في العيون، وجب توضيح ما يلي:

– إن بناء المواقف في السياسة الخارجية، على أساس الخلفيات الإيديولوجية، يعتبر منهجية فاشلة ومضرة بالمصالح العليا للبلاد، بل ومدمرة وغير مجدية في سياق الدفاع عن قضايانا الوطنية، وقد تجاوزها الزمن لأنها ماتت مع الحرب الباردة، كما أن الجميع فهم ذلك، سواء تعلق الأمر بالأمريكيين أو الروس أو الصينيين أو حتى طالبان التي تصالحت مع أمريكا، ولا يستمر في انتهاج هذا الأسلوب سوى المتخلفون عقليا وثقافيا”.

واسترسل مصطفى كرين قائلا في التدوينة نفسها: “إن  البراغماتية التي ينهجها المغرب سياسيا أو اقتصاديا، منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة، هي التي فتحت أمام المغرب الكثير من الأبواب المغلقة ومكنته من دحض وإفشال كل المؤامرات التي حيكت ضد بلادنا، وجعلت المغرب يقتحم الكثير من القلاع المعادية لمصالحه، كما أن تلك البراغماتية هي التي مكنت دولة مثل الصين تقتحم القارتين الأفريقية والأمريكية اللاتينية، بينما ظلت دولة كالجزائر تجر الخيبات تلوى الخيبات وستستمر في ذلك، لأنها لم تستطع بعد الخروج من الآفة الإيديولوجية في السياسة الخارجية للبلاد، ولو كانت الجزائر بدرجة البراغماتية التي ينتهجها المغرب بقيادة الملك محمد السادس، لكنا الآن قد ذهبنا بعيدا في التكامل المغاربي”.

وأضاف كرين: “ومن هذا المنطلق فإن نوايا الإماراتيين قد لا تختلف عن نوايا الأتراك أو الفرنسيين أو الروس أو الأمريكيين مثلا، أو أي دولة أخرى، لأن لكل دولة واجب الدفاع عن مصالحها، ولكن ذلك شأنها، ففي السياسة نتعامل مع الواقع على الأرض وليس مع النوايا، وعلى هذا الأساس فإننا نقدر عاليا شجاعة وإقدام الإمارات على هذه الخطوة ونشكرها بجزالة على ذلك “.

وخلص كرين إلى القول: “إن المسألة الأهم التي يتوجب علينا التفكير فيها ويجب على هؤلاء البرلمانيين التعاطي معها هي كيفية استثمار هذه الخطوة على الوجه الأمثل، سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، والدفع بقضيتنا الوطنية الأولى قدما لإنهاء هذه المظلمة التي طالت أكثر مما يجب” .