الآثار الاستراتيجية لعودة العلاقات المغربية الإماراتية

تكتب نهار 28 أكتوبر، 2020 مع 12:12 سياسة تابعونا على Scoop

حدث جد هام طبع وقائع الأيام الأخيرة، حيث جرت أمس الثلاثاء مكالمة هاتفية هامة بين جلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتكتسي هذه المكالمة أهمية خاصة بالنظر لطبيعة العلاقات التي تربط بين البلدين، وأن أي رهان ومراهنة على برودتها هو مجرد ضرب خيال وحلم، وكل خلاف بينهما يبقى مجرد خلاف بين دولتين شقيقتين طالما تعود العلاقة بينهما إلى سابق عهدها وإلى دفئها الطبيعي بل وإلى أحسن مما كانت.

ما كان يعتقده الخصوم برودة في العلاقات بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، مجرد وهم، لأن ما بين البلدين هو علاقات استراتيجية وتاريخية ناهيك عن الروابط الأخوية، وهي علاقة تمتد إلى عهد الملك الراحل الحسن الثاني والمرحوم الشيخ زايد، وكان المغرب هو الدولة التي تقدمت بأوراق الاعتراف لدى الأمم المتحدة بالدولة الوليدة وساعد على تأسيس كل مؤسساتها، وهذا أصل العرفان الذي ظل متواصلا منذ زمن بعيد.

وبين المغرب والإمارات أوصر قوية من الأخوة الصادقة والمحبة المتبادلة، وهي علاقة بين أشقاء، كما تربط بينهما علاقات التعاون المثمر والتضامن الفعال. والحديث عن دولة شقيقة ليس تعبيرا أدبيا لكنه واقع عملي متجسد في التوافق بينهما في كثير من المجالات والقضايا الحيوية.

وتعبيرا عن العرفان، الذي تحدثنا عنه وعن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، أخبر سمو ولي عهد الإمارات العربية المتحدة جلالة الملك بقرار بلاده فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

ويعتبر قرار الإمارات العربية المتحدة فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، تاريخيا وهاما جدا، إذ يؤكد ويدعم الوحدة الترابية للمملكة، ولا ينبغي أن ينسى المغاربة وغيرهم أن الإمارات العربية المتحدة شاركت في المسيرة الخضراء.

ومن باب رد الجميل، أعرب جلالته عن اعتزازه العميق بقرار الإمارات، كأول دولة عربية، تفتح قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو قرار يجسد موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية.

عودة العلاقات بين المغرب والإمارات إلى سابق عهدها وبعنفوان أكبر يعد أولا ضربة لمراهنات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وثانيا يعتبر اختراقا استراتيجيا في المنطقة والإقليم، حيث ستكون له تبعات إيجابية كبيرة على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا العربية مثل القضية الليبية التي لعب فيها المغرب دورا رائدا.