كذبة إصابة ترامب بكورونا “مسرحية” الهدف ديالها وقف تقدم بايدن

تكتب نهار 7 أكتوبر، 2020 مع 14:07 سياسة تابعونا على Scoop

يسعى ترامب في خضم حملته الانتخابية للاستفادة من إصابته بفيروس كورونا لإيصال عدة رسائل للناخبين الأميركيين، ومحاولة وقف الهجوم على تعاطي إدارته مع أزمة تفشي المرض، والذي حصد حتى الآن أرواح أكثر من 200 ألف أميركي.

ومثل خروج الرئيس الأميركي المبكر من المستشفى مفاجأة لم يتوقعها كثير من الخبراء والمعلقين، لا سيما وأن عمر الرئيس ترامب 74 عاما، إضافة لزيادة وزنه، مما يصنفه ضمن الفئة الأكثر خطورة من حيث احتمال تعرضه لتدهور صحي بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

هذا الواقع جعل العديد من المتتبعين يميلون إلى القول بان دونالد ترامب يحاول التلاعب بمشاعر الناخبين، بعد ان اظهرت استطلاعات الرأي تفوق منافسه الديمقراطي جو بايدن، وذلك على بعد شهر من الانتخابات الرئاسية..

ولتعديل الوضع وصد هجمات منافسه جو بايدن الذي سجل اكتساحا كبيرا في اوساط الناخبين بموازاة التراجع الذي سجله دونالد تارمب، وهو ما تأكد أكثر خلال أول مناظرة تلفزيونية بينهما، لجأ المرشح الجمهوري إلى لعب دور الضحية، حيث تم الإعلان عن إصابته رفقة زوجته بفيروس كورونا المستجد، بعد أن كان يستهتر بالجائحة ولا يعيرها أي اهتمام، مفضلا بذلك صحة الاقتصاد الامريكي على صحة المواطنين، وهو ما جرّ عليه موجة من الانتقادات من قبل خصومه الديمقراطيين..

الإعلان عن إصابة ترامب بفيروس كورونا المستجد، يهدف حسب المراقبين إلى تسجيل العديد من النقاط في مرمى الخصم الديمقراطي، جو بايدن، بالإضافة إلى تأكيد قوة امريكا ووجاهة السياسة التي اتبعتها ادارة ترامب في تدبير وباء كوفيد-19 وهي المقاربة التي تسير في تعارض، سواء مع ما توصي به منظمة الصحة العالمية أو ما تقوم به اغلب الدول التي اكتوت بنار هذه الجائحة التي اودت بأرواح اكثر من مليون شخص حول العالم..

هذا الاحتمال، يزكيه تصريح دونالد ترامب مباشرة بعد خروجه من المستشفى العسكري، حيث لم يقض أكثر من ثلاثة ايام، وهي مدة قصيرة جدا بالمقارنة مع ما يجب أن يقضيه أي مريض مصاب بهذا الفيروس تحت المراقبة الطبية، وهو ما يزيد من الشكوك حول حقيقة اصابة ترامب..

وكان أول ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أن غادر الاثنين مستشفى “والتر ريد” العسكري، هو أداء التحية العسكرية لرجال الأمن في البيت الأبيض، والتلويح بإشارة النصر لأنصاره وكاميرات وسائل الإعلام التي واكبت رجوعه، بالإضافة إلى تصريحه الذي يكشف كل شيء حول أهداف هذه “المسرحية”، حيث قال في رسالة مصورة بثت على تويتر “لا تخافوا منه، ستهزمونه. لدينا أفضل المعدات الطبية” في وقت سجلت فيه الولايات المتحدة 210 آلاف وفاة بالمرض وتعتبر الاكثر تضررا بالوباء في العالم. وأضاف ترامب “لا تدعوه يسيطر على حياتكم، اخرجوا، توخّوا الحذر”.

هذه هي الرسالة التي يريد ترامب تأكيدها، وهي انه محق في ما كان يقوله بشأن الوباء وأن امريكا- القوة العظمى- لا يمكن ان يهزمها أحد، ولا يجب أن تركع أمام هذا الفيروس، كما فعلت كل الدول في العالم، وهي رسالة موجهة إلى انصاره وإلى خصومه في الداخل والخارج على السواء..

وفي محاولة لتقمص دور البطل المنقذ قال ترامب “أنا الآن أفضل وربّما أكون منيعاً، لا أدري”، مشيراً إلى أنّه عندما أصيب بالفيروس “كنت على خط المواجهة الأول، لقد توليت القيادة، بصفتي قائدكم كان لزاماً علي أن أفعل ذلك … كنت أعلم أن هناك خطراً، أنّ هناك مخاطرة، لكن لا بأس بهذا”!

إنها رسالة يريد من خلالها ان يطمئن انصاره بانه هو القائد المنقذ وهو من سيوصلهم إلى برّ الأمان في ظل ما يعيشه العالم، وضمنه الولايات المتحدة الامريكة، من أزمة بسبب جائحة كوفيد-19..

الإعلان عن إصابة ترامب بكورونا، وخروجه المستعجل من المستشفى وزعمه ان امريكا ستنتصر على الوباء وان الدواء متوفر واللقاح في طريقه إلى المواطنين، يأتي في سياق ما يصطلح عليه في في السياسة الأمريكية بـ”مفاجأة أكتوبر”، و هو مصطلح يشير إلى حدث كبير يقع في شهر أكتوبر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة دائما في نوفمبر، ويكون من شأنه تغيير دفة استطلاعات الرأي أو دعم مرشح أو إلحاق الضرر بآخر، وبالتالي خلط الأوراق وتغيير الحسابات السياسية قبيل التصويت.

ومصطلح “مفاجأة أكتوبر” يشير إلى مؤامرة مزعومة غير مثبتة للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1980، التي دارت بين الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر، وخصمه الجمهوري حاكم كاليفورنيا السابق رونالد ريغان.

وأثير آنذاك، ادعاء بأن ممثلي حملة ريغان الرئاسية تآمروا مع إيران لتأجيل الإفراج عن رهائن أمريكيين إلى ما بعد الانتخابات لإحباط الرئيس كارتر من تحقيق مفاجأة أكتوبر.

وخلال سنة 2016، لعب تسريب رسائل البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، حينما كانت وزيرة للخارجية، دورا كبيرا في ميل الكفة لصالح ترامب، الذي حسم الانتخابات على عكس ما كانت تشير إليه استطلاعات الرأي.

ويبدو أن دونالد ترامب، الذي يصر على الظهور في مظهر الرجل القوي الذي قهر المرض، نجح في الاستحواذ على اهتمام وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حول العالم، منذ الإعلان/الإدعاء عن إصابته بفيروس كورونا المستجد، يوم الجمعة الماضية، حتى أن أخبار منافسه الديمقراطي جو بايدن اختفت تقريبا.

ومنذ يوم الجمعة، تحدث الرئيس في رسائل فيديو وتغريدات لطمأنة مؤيديه القلقين عليه قبل شهر من انتخابات الرئاسة، مؤكدا أنه على ما يرام، كما أنه خرج الأحد في سيارة رباعية الدفع في رحلة قصيرة لتحية أنصاره خارج المستشفى، مما أثار انتقادات ضده. وهو ما تأكد أكثر بعد خروجه من المستشفى العسكري قبل اتمام اليوم الرابع من العلاج، وتصريحاته التي اعلن من خلاله الانتصار على الفيروس وقدرته على قيادة الامريكيين وسط انتقادات وهجمات الديمقراطيين …