دراسات تحذر من خطر قلة النوم

تكتب نهار 1 أكتوبر، 2020 مع 02:25 صحة تابعونا على Scoop

حذرت دراسة من أن الدماغ البشري يتعرض للتآكل عندما لا يحصل الإنسان على قسطٍ كافٍ من النوم أثناء الليل، موضحةً في الوقت ذاته أن “الأمر لا يتسبب، بالضرورة، في أضرار صحية مقلقة”. أجرى الدراسة فريق مشترك من الباحثين في علم الأعصاب بجامعتي بوليتيكنيك وبادوفا الإيطاليتين وجامعة ويسكونسن الأمريكية، ونُشرت نتائجها بدورية جورنال أوف نيورو ساينس“Journal of Neuroscience” . واعتمدت الدراسة على متابعة عينات من الفئران، استنادًا إلى فترات نومها، إذ رصدت نشاطًا غير معتاد في الخلايا النجمية بالدماغ، لدى الفئران التي جرى حرمانها من النوم، بخلاف الفئران التي نامت بشكل طبيعي لمدة تتراوح بين 7 إلى 8 ساعات ليلًا. يقول ميشال بيلسي -أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب بجامعة بوليتيكنيك الإيطالية، ورئيس الفريق البحثي- “إن الخلايا النجمية تتولى في العادة تنظيف الدماغ عن طريق إزالة نواتج التآكل العصبي خلال اليوم، وذلك في أثناء عملية النوم. ولكن عند حدوث نقص في معدلات النوم، تقوم تلك الخلايا بأكل نقاط الاشتباك العصبي، أي أن الدماغ يبدأ في إيذاء نفسه بدلًا من أن ينظف نفسه!”. ويوضح وائل أبو هندي -أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الزقازيق- أن الخلايا النجمية هي أحد أربعة أصناف من الخلايا الدبقية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، وهي: الخلايا النجمية، والخلايا قليلة التغصن، وخلايا البطانة العصبية، والخلايا الدبقية الصغيرة. ويضيف أبو هندي: “الخلايا النجمية هي خلايا صغيرة نجمية الشكل، تنتشر في نسيج الجهاز العصبي المركزي، حيث تحافظ على سلامة الحائل الدموي الدماغي الذى يمنع وصول المواد الكيميائية الضارة والبكتيريا إلى مركز التحكم في جسدنا”. ويستطرد: تستطيع هذه الخلايا امتصاص واختزان ثم إفراز بعض الناقلات العصبية، ما يجعلها مهمة في التوصيل العصبي الكيميائي داخل الجهاز العصبي المركزي. خطر الإصابة بألزهايمر وعلى الرغم من أن أكل نقاط الاشتباك العصبي ليس أمراً ضارًّا بالضرورة، إذ قد يكون بمنزلة عملية تنظيف داخل الدماغ، أي أشبه ما تكون بعملية التخلص من الأثاث القديم في المنزل، إلا أن قلة النوم تؤدي إلى تحفيز الخلايا الدبقية والتي تنشط بشدة بأدمغة المصابين بمرض ألزهايمر. يقول بيلسي: “إن هناك أدلة على أن استمرار الخلايا الدبقية في نشاطها بوتيرة منخفضة يؤدي إلى اضطرابات في الدماغ، كما يؤدي إلى تراكم أحماض الأميلويد بيتا التي تعمل على سد الفراغات بين خلايا الدماغ”. ويوضح: “يُعَدُّ تراكم أحماض الأميلويد ركيزة رئيسية للإصابة بمرض ألزهايمر، إذ تتراكم بكميات كبيرة في المخ وتدمر الخلايا العصبية بشكل تدريجي وتقطع اتصالاتها بنظيراتها المجاورة، وتكون أعداد هذه اللويحات أكبر في الحالات الحادة للإصابة بألزهايمر”. وترى أبحاث علمية سابقة أنه في حال لم يتم تخلص الدماغ من الأميلويد بيتا، فإنه يتراكم في شكل لويحات تدمّر نقاط الاشتباك العصبي التي تصل بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور في القدرات المعرفية للمريض وفقدانه الذاكرة. وحول الأعراض التي تشير إلى تعرض الدماغ للتآكل، يؤكد بيلسي أنه “ليست هناك أعراض محددة، إذ لم تُظهر الفئران التي خضعت للتجارب أي نوع من السلوك المتغير سوى رغبة في مقاومة الذهاب إلى النوم”. وينصح بيلسي بـ”الاهتمام بالنوم بشكل جيد وكافٍ، إذ إنه أساسي للدماغ والجسد معًا”. غياب الحلم وزيادة القلق وفيما يتعلق ببعض الآثار النفسية والجسدية السلبية التى قد تنتج عن قلة عدد ساعات النوم، يقول عادل كمال -أستاذ علم النفس الإكلينيكي والتحليل النفسي‏ بكلية الآداب بجامعة بنها‏- “إن قلة النوم لها آثار سلبية شديدة على الحالة النفسية للشخص، ما ينعكس سلبًا على حالته الجسدية؛ إذ تَحُدُّ من فرص قدرة الأشخاص على الحلم بوصفه إحدى وسائل التغلب على التوتر والشحنات الزائدة من القلق وتعويض عجز الشخص عن تلبية رغباته المكبوتة، وبالتالي فإن قلة النوم تؤدي إلى غياب الحلم وزيادة القلق والاضطرابات النفسية، وما يتبعها من زيادة احتمالات التعرض لأمراض جسدية”. وكانت دراسة أمريكية سابقة أعدها فريق من الباحثين بكلية الطب بولاية بنسلفانيا حذرت من أن نقص النوم من شأنه “مضاعفة خطر الوفاة بسبب احتشاء عضلة القلب أو الجلطة الدماغية لدى الأشخاص الذين يواجهون العوامل التي تتسبب في الإصابة بمخاطر قلبية وعائية عدة، من بينها البدانة وارتفاع ضغط الدم ومعدل الكوليسترول الزائد أو السكري”. وانتهى الباحثون -في دراستهم التي اعتمدت على اختيار عشوائي لـ1344 بالغًا بمتوسط أعمار يبلغ 49 عامًا، منهم 42% من الرجال- إلى أن “نتائج الفحوص والاختبارات التي أُجريت أوضحت أن أكثر من 39% من المشاركين كانت لديهم ثلاثة على الأقل من عوامل الخطر التي تشكِّل –مجتمعةً- متلازمة الأيض، مثل داء السكري وفرط ضغط الدم وارتفاع في حمض اليوريك. وخلال فترة متابعة استمرت أكثر من 16 سنة في المعدل، توفي 22% من الأشخاص المشاركين في الدراسة، وكان لدى الأشخاص الذين يعانون متلازمة الأيض ممن ناموا أقل من ست ساعات في المختبر احتمالات أكبر بـ2.1 مرة للموت من جرَّاء نوبة قلبية أو جلطة دماغية خلال هذه السنوات الـ16 مقارنة مع الأشخاص الذين لم تكن لديهم عوامل الخطر القلبية الوعائية هذه. بكتيريا ضارة في الأمعاء كما حذرت دراسة أجراها فريق من الباحثين بجامعة أوبسالا السويدية برئاسة الدكتور “جوناثان سيدرناس” من أن الأشخاص الذين ينامون فترات قصيرة جدًّا تصل إلى نحو 4 ساعات، تظهر لديهم بكتيريا ضارة في الأمعاء، تُلحِق الضرر بالبكتيريا النافعة، وتتسبب في حدوث العديد من المخاطر، منها: – الإخلال بالتوازن البكتيري فى الأمعاء. – حدوث تغيُّرات مرتبطة بظروف آلية التمثيل الغذائي، بما في ذلك السمنة وارتفاع احتمالات الإصابة بمرض السكر. – يصبح الأشخاص الذين حُرموا النوم أقل حساسية لآثار هرمون الإنسولين المهم للبنكرياس، والذي يساعد فى تنظيم مستويات السكر فى الدم. – زيادة كتلة الدهون ونفاذية الأمعاء وحدوث تفاعُلات التهابية، خاصةً في الأنسجة الدهنية. – ارتفاع ضغط الدم. – تزايُد معدلات خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأهمها انسداد الشرايين وضعف ضربات القلب. – تراجُع الدافع الجنسي بسبب زيادة حدة التوتر. – انتفاخ العيون وشحوب البشرة وبهتان الجلد، وظهور الخطوط الدقيقة والدوائر السوداء تحت العينين.