عيد الأضحى.. تخبط وارتباك الحكومة

تكتب نهار 21 يوليو، 2020 مع 13:29 سياسة تابعونا على Scoop

أعطت تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في الندوة الصحافية التي عقدها مع وزير الصحة خالد ايت الطالب مساء يوم الأحد، الانطباع الواضح عن الارتباك والارتجالية في تدبير عطلة عيد الأضحى في زمن تفشي فيروس كورونا بالمغرب، فالعثماني طالب المواطنين بعدم السفر إلا للضرورة، مع العلم أن العيد في حد ذاته يعد ضرورة تستوجب السفر والتنقل، والمغاربة منذ خمسة أشهر وهم رهن تدابير الحجر الصحي والعزل قبل تخفيفه، ليطل عليهم من جديد العثماني في ندوة صحافية كلها تحذير وتشاؤم.

كشفت خرجة العثماني الأخيرة الارتباك الواضح وعدم التجانس وفقدان الثقة في تدبير الأزمة، وولدت لدى المغاربة انطباع بأن الحكومة عاجزة كل العجز عن إيصال المواطنين إلى بر الأمان في ظل الجائحة وتداعياتها المختلفة.

الحكومة مرت مباشرة إلى تنفيذ الشطر الثالث من إجراءات تخفيف الحجر الصحي، ومن جهة اخرى ما تزال مصرة على تحذير المواطنين، مطالبة اياهم بعدم السفر وقضاء العيد بمنازلهم، وفي نفس الوقت تدعو إلى إنعاش السياحة الداخلية… و تقرر رفع الطاقة الاستيعابية للفنادق والسماح للحافلات بالمرور إلى عدد أكبر من الركاب تزامنا مع عيد الأضحى.

لكن تعود مرة أخرى، لتحذر من الانتكاسة وتحويل هذه الأماكن إلى بؤر، وهو ما يؤكد بالملموس الارتباك الواضح في تدبير أزمة كورونا، مع غياب تام لأي إستراتيجية تواصلية للحكومة، فالعثماني يصرح بالشيء ونقيضه في الوقت ذاته، كما حدث بشأن “الكمامة” في بداية انتشار الفيروس.

وخلاصة الأمر، أن حكومة العثماني وبعد مرور أشهر على الجائحة، لم تجد بعد التركيبة والوصفة المثالية التي تجمع بين السلامة الصحية وإنقاذ الاقتصاد والمرور بالمغاربة إلى بر الآمان، وهو ما سيكون له طبعا انعكاسات سلبية في المستقبل على الحياة العامة والخاصة للمغاربة.