‏دام لك الشموخ يا وطني

تكتب نهار 10 مايو، 2020 مع 23:12 مواقف وآراء تابعونا على Scoop

بقلم الدكتور عبدالله شنفار

ردا على بنيعقوب الذي يحضر الدكتراه في كلية الحقوق اكدال منذ ابرع سنوات تحت اشارف منار السليمي

الأستاذ يخاطب رجال السلطة من خلال منبر حرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور؛ وحتى نحن من نفس المنبر الذي يتيحه لنا الفصل 25 من الدستور الذي ينص “حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في مجالات الأدب والفن والبحث العلمي والتقني مضمونة. لما يقال: «لا تدخلن بين العصا ولحائها»، فهي من الحكم ويضرب لها المثل للأخوين المتصافيين حيث يستحسن أن لا يتدخل أحد بينهما بنميم. وتعني بتمعربيت لا يدخل بين الظفر واللحم سوى الوسخ. من هذا المنطلق؛ وفي تعليقي على هذا المدون؛ أقول منذ البداية: إن رجال السلطة ليسوا ملكيين أكثر من الملك؛ وليسوا وطنيين أكثر من الوطن؛ بل هم فقط يحبون ملك البلاد محمد بن الحسن؛ ويضحون من أجل هذا الوطن.. وأتمنى أن تقرأ مقالي العلمي هذا وتستفيد منه جيدا؛ لأنه أكيد ستنتفع به كثيرا كباحث في علم السياسة.. يا ترى ما الذي يدفع ببعض الأشخاص إلى استغلال حدث ما وتحين الفرص لركوب الدناءة من أجل الإساءة لسمعة الغير وترويعهم ومحاولة إرباكهم؟ فالتفاهة لغة؛ هي انعدام القيمة والأهمية، وغياب الإبداع والبلادة والغباء. كما قد تعني الحقارة والدناءة.

فالقاعدة تقول “خالف الناس لتُعرف”؛ لكي يكثر المعجبين بك، والمصفقون لك، والمقبلون عليك؛ يكفي صناعة الحدث من خلال تفاهة او إشاعة او كذبة او قول كلام مخالف للمنطق والمعقول واليقين؛ لتصنع ال BUZ أما الإشاعة فهي من أخطر الأمراض التي بواسطتها يحاول البعض صنع الأمجاد من خلال وسائل الضغط على الأشخاص والمسؤولين والأغلبية والمتفوقين والخصوم… وغيرهم من الناس ضعاف النفوس والشخصية. فكم أقلقت الإشاعة والتفاهة والسخافة من عظماء ومسئولين. وكم هدمت وفككت من علاقات ووشائج وصداقات. وكم هزمت من جيوش وأدخلت من اشخاص الى السجن وهم أبرياء. لهذا السبب نجد في المجال العسكري والأمني، التنصيص على واجب التحفظ ومنع الجنود من التحدث في المقاهي والأماكن العامة التي تخص المجالات التي تهم الحياة العسكرية والحيوية والاستراتيجية والأمنية للبلد وتتبع كل ما من شأنه التأثير على أفكار ومعنويات الجيوش من اشاعات وأخبار زائفة. لقد انتشرت في الآونة الأخيرة في العديد من الأماكن العامة ووسائل التواصل والإعلام؛ يافطات مكتوب عليها: “توقف عن جعل الناس الأغبياء مشهورين”؛ وبالتالي فالدفع بالتافهين إلى الواجهة والمقدمة، يعد جريمة في حق الإنسانية جمعاء؛ بل هو نوع من زرع الغباء والخوف والرعب الجماعي لدى الجماعات والأفراد. إن نهج واتخاذ من سلوك الإشاعة والكذب في زمن السخافة والانحطاط القِيَّمي؛ – أستسمح القاري من كثرة الحشو والإطناب والتكرار والركاكة والإزعاج الفكري والأسلوب المبتذل في التعبير- لكن لمًا يتعلق الأمر بكلام تافه وسخيف؛ يؤسس او يراد منه النيل من مؤسسات الدولة هذا المقال يؤسس لمؤشر خطير ويحمل بين ثناياه أفكار مسمومة ومدسوسة عن سبق اصرار وتعمد واتقان؛ تهدف خلق الكراهية والشرخ في ما بين افراد وعناصر الجسم الواحد وبين مختلف المديريات التابعة لوزارة الداخلية؛ بما فيها المديرية العامة للأمن الوطني. لقد أصبحنا الآن، مع الأسف الشديد؛ نعيش عهد وزمن الذهول والشدوه والسقوط والمؤامرة من خلال لغة الصمت والمكر والخداع والسطحية والشرود الدهني وتكثيف العلاقات الغير تضامنية والنحس والقهر والإذلال والخلل الاجتماعي في العلاقات والنفاق الاجتماعي وشتى العقد والأمراض النفسية. انه زمن السخافة والرداءة، والتفاهة، والخواء والمتاهة والمقت والردة، والبلادة، والسذاجة والغباء، والعبث، والغدر، والخيانة والمكر والكذب والسوء والخبث والشر والدسائس والمناورة والانحطاط، والرتابة، والوهَن والضحالة، والقحالة في الأسلوب والحقارة، والاستهزاء والازدراء والانتهازية والوصولية والاستخفاف بذكاء وعقول الناس وانعدام المعنى والقيم، وانعدام المروءة، والتدني في الأخلاقي؛ وقلة الحياء والأدب؛ -والعياذ بالله- وكل ما جمع معجم اللغة العربية من كلمات القبح. الجري وراء شهرة زائفة ومقيتة؛ يسمح لشخص أو أشخاص قليلون وتافهون وجاهلون ومنحطون وقليلي الحياء؛ بأن يتاجروا في شتى أنواع الإشاعات والكذب؛ لكي يحققون أحيانا من وراء ذلك أرباحًا مادية أو معنوية؛ فيغدون ويصبحون هؤلاء التافهون الطفيليون النكرة رمزا وقدوة ومالكي الحكمة في المجتمع، لا بل أصحاب الرأي والمشورة والسلطة والقول؛ أمرا ونهيا ويتحكمون في الرأي العام الاجتماعي والسياسي من خلال القدرة على المناورة وصنع الدسائس والمكر واثقان الخداع والكذب؛ هؤلاء المشاؤون بنميم وارتداء لباس التقية احيانا ويفصلون، وقادرون على ركوب الدناءة من أجل الإساءة للغير. الإنفلونزا من نوع كورونا 19؛ هذا الفيروس من النمط المتجدد الذي لم يشهده الناس من قبل؛ يمكن ان يقودك إلى العالمية في زمن التفاهة والسخافة عبر ركوب سفينة البوق المستأجر.. فهؤلاء العاجزون حتى على فهم قضايا المجتمعات وتناقضاتها ومتطلبات الشعوب والامم ومباديء السلم ومعنى التعايش. الذين يسكنهم حب الاستعلاء والاستقواء البشري؛ ليسوا شيئا عند المغاربة العاقلين. وختاما؛ فالتفاهة والسخافة هو اسلوب ومنهج مع الاسف. إن الإنسانية تهوي في انهيار أخلاقي واجتماعي وقيمي سحيق؛ إنه عالم العبث واللايقين واللامعنى. تفتقت عبقرية بعض التافهين على تدمير كل ما لم يجرؤا على إبداعه! فحتى هذا الفضاء الافتراضي الأزرق الذي وسعت رحمة حريته العالم وكل شيء؛ لم يسلم من تدنيسهم له؛ بل ضاق بهم ذَرْعاً! أنا على يقين أن هذا المقال لا علاقة له بالبحث العلمي؛ وأكيد سوف يشطب من قبل اللجنة العلمية المكلفة بالبحث في سلك الدكتوراه؛ ولن يقبل؛ لأننا نعرف القامات العلمية التي تزخر بها كلية الحقوق أكدال؛ ويكفي ان نضرب مثلا برئيس شعبة القانون العام الاستاذ الكبير أحمد بوجداد؛ وغيره من خيرة الاساتذة العظام والكبار.. لن يقبل لسبب بسيط؛ لأن صاحبه لم يطلع أبدًا على كتب الكبار من أمثال ماكس فيبر حول رجل العلم ورجل السياسة؛ حيث ان رجل العلم يتماهى مع الحياد القيمي؛ في حين رجل السياسة يتماهى مع انعدام الاخلاق؛ وكذا كتاب نظرية الفعل التواصلي عند المفكر هابر ماس؛ وملخصها التفاعل القائم على الخداع والتضليل؛ حيث ينطلق في نظريته الفعل التواصلي مما يسميه “المصلحة العملية”؛ اذ تعتبر اللغة من أهم الوسائل للتواصل والتفاعل بين الناس والتي تحدد طرق فهمنا لبعضنا في إطار التنظيمات الاجتماعية. ويذهب “هابرماس” في كتابه إلى أن البنيات الاجتماعية تنبني على التفاعل القائم على الخداع والتضليل بشكل منظم من أجل تحقيق المصالح الذاتية؛ من خلال الوعي الذاتي بما نفعل وانطلاقا من قواعد التواصل المقبولة اجتماعيًا. وأنصحك أن تتفادى استفزاز عنصر من أفراد عناصر القوات المسلحة الملكية البواسل في حالة غضب؛ ومن ضمنهم رجل السلطة كضابط احتياط؛ لأنك لا تستطيع معرفة او توقع ردة فعله؛ حيث يسكن روحه تكوينا عسكريا.. وأنصحك أن تبتعد عن محاكاة الصدى؛ متمنياتي لك بالتوفيق في مشوارك الجامعي؛ ومرحبا بك في المعهد الملكي للإدارة التربية حيث يتلقى تكوينهم هؤلاء لرجال السلطة؛ وأكيد نظرا للشفافية في ولوج المعهد؛ لن يمنعك هذا المقال الجارح من ولوج المعهد؛ أبدا؛ إذا رغبت في ذلك؛ وأتحمل مسؤوليتي في هذا الكلام الذي أكتب. كن مطمئنا؛ يا ايها الباحث في مجال العلوم السياسية؛ على أنه سوف يتم قبولك لدخول المعهد الملكي للإدارة الترابية؛ وأكيد على أنه سوف يتم تدجينك من خلال تكوين لم يسبق لك في حياتك أن عرفت عنه شيئا؛ وكن متيقنا أن الواقع لوحده كفيل وسوف يتولى تضبيعك. ‏دمت شامخا يا وطني??