كيف نملأ وقت فراغ الأطفال ففترة الحجر الصحي ؟

تكتب نهار 1 مايو، 2020 مع 09:00 مرأة تابعونا على Scoop

أكد أستاذ علم النفس الاكلينيكي بكلية علوم التربية، حمزة شينبو، أنه من الضروري اعتماد جدولة زمنية لتعلمات الأطفال داخل البيت خلال الحجر الصحي حتى تمر هذه الفترة بدون آثار على نفسيتهم.

وأوضح الأخصائي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يتعين أن تتضمن هذه الجدولة مجموعة من الأنشطة والبرامج التربوية الهادفة التي يجب أن يشتغل عليها الوالدان مع الأبناء ، خصوصا في ظل حالة القلق التي يثيرها انتشار فيروس “كوفيد-19” في نفوس الأطفال.

وسجل بهذا الخصوص، أنه في أية أزمة يتأثر الأطفال بشدة ويكون قلقهم أكبر من البالغين، لذلك من الواجب إفهامهم بطريقة عملية ومبسطة طبيعة هذا الفيروس والسبب وراء الحجر الصحي لمساعدتهم على التخلص من مخاوفهم.

وأشار الأخصائي إلى أنه من الطبيعي أن يخلق المكوث في المنزل خلال فترة الحجر الصحي نوعا من الملل لدى الأطفال لأنه يضيق حركتهم ويمنعهم من الاستمتاع باللعب الذي اعتادوا ممارسته خارج المنزل، وهو ما يفرض على الآباء إيلاء اهتمام أكبر ب”علم نفس اللعب”، الذي يتيح التعرف على العديد من الأنشطة الهادفة التي وضعها أخصائيون على أسس علمية.

وتتمثل هذه البرامج، حسب الأخصائي ، في الأنشطة النفسية- الحركية التي تعتبر إحدى الطرق الأساسية التي تمكن الطفل من التعبير عن أفكاره ومشاعره وبالتالي عن ذاته. كما أن الهدف من هذه الأنشطة هو جعل الطفل يحس بذاته ويكتشف ويوظف قدراته الجسدية، فضلا عن خلق علاقة بينه وبين المحيطين به.

وتوقف في هذا الصدد، عند أهمية اللعب لكونه وسيطا تربويا هاما يسهم في بناء شخصية الطفل من جميع الجوانب الحسية والحركية والاجتماعية والانفعالية والعقلية، مبرزا أن هناك أنواعا متعددة من اللعب: الحسي الحركي (اللعب الذي يسمح للطفل بالحركة الحرة واكتشاف الحواس)، واللعب الرمزي (اللعب التخيلي) واللعب التشكيلي (عمل منتجات رمزية باستخدام مواد كالألوان، الورق، الصلصال…) واللعب ذو القواعد ( ألعاب تستلزم وجود قواعد متعارف عليها أثناء اللعب).

ولأن التعليم عن بعد يشغل حيزا هاما من يوميات الأطفال داخل البيت، أكد حمزة شينبو أن هذه العملية أصبحت جزء لا يتجزأ من العملية التربوية بفعل انتشار فيروس كورونا وأيضا بفعل العولمة الرقمية التي نعيشها، مشيرا إلى ضرورة انخراط الأسرة فيها من خلال توفير مكان ملائم يدرس فيه الطفل ومتابعته في أنشطته الروتينية (النوم، الأكل..) وشرح بعض الأمور الدراسية لمساعدته على “التعلم الذاتي” الذي سيتيح له فيما بعد تحليل المعلومات التي يستقبلها واكتساب المرونة في التعامل مع المواقف وغيرها من المهارات.

وخلص الأخصائي إلى أنه من المفروض على الآباء اليوم التعامل بطرق جديدة مع الأطفال من خلال استثمار مختلف استراتيجيات اللعب وخلق الاستمتاع واستخدام كل أنواع التعزيز والمكافأة التي تمكن الطفل من تنمية قدراته.