الحقد ديال الباجدة على رجال السلطة والصحافيين ماليه حدود

تكتب نهار 26 مارس، 2020 مع 17:53 سياسة تابعونا على Scoop

أي متتبع يتفهم بسرعة اليوم الضيق الذي يعيش عليه قادة وبرلمانيو العدالة والتنمية، وحتى أعضاؤه، وذلك بعد القرار الحكيم، الذي اتخذته لجنة الفتوى بالمجلس العلمي الأعلى القاضي بإغلاق المساجد في وجه المصلين سواء في صلاة الجماعة أو الجمعة، وهي الأماكن، التي كان ينتعش فيها هؤلاء، وعن طريقها يستقطبون مزيدا من الأعضاء أو الناخبين.

الهم الذي يشغل بال أعضاء العدالة والتنمية، كبيرا وصغيرا، اليوم ليس هو مكافحة جائحة الفيروس القاتل كورونا، ولكن هو البحث عن أية طريقة لضمان الأصوات الناخبة، التي كانت تذهب لفائدتهم. في وقت تتجه جهود المغاربة قاطبة لعبور هذه المحنة بسلام أو بأقل الخسائر، بينما ما زال أبناء الحزب مصرين على استغلال الأزمة نفسها.

ومن ضعف إيمانهم واهتزاز عقيدتهم ضمنوا النجاة من فتك الفيروس بهم، وقد كان عادلا في توزيع الموت على الجميع، حيث أصاب الكبار والصغار وأصاب الزعماء والناس العادية، وهلك عن طريقه كثير من الزعماء، لكن أبناء الحزب، الذين أصيب منهم وزير، لا يستوعبون أن اللحظة هي للتضامن والوقوف وقفة رجل واحد لأننا كما قال وزير الداخلية أثناء تقديم مرسوم حالة الطوارئ الصحية “في سفينة واحدة، ننجو جميعا أو نغرق جميعا” لا قدر الله.

أبناء الحزب يريدون النجاة لأنفسهم، ولا يهمهم أن زعيمهم هو الذي يترأس الحكومة، ولهذا لخّص البرلماني الحسين حريش ما يؤمنون به، حيث هاجم رجال السلطة، واتهمهم باستدعاء الصحافة لتصوير خرجاتهم والحملات التي يقومون بها لتنفيذ مرسوم حالة الطوارئ الصحية.

من الناحية النفسية هل يوجد رجل سلطة اليوم يفكر في صورته، وهو يشتغل حوالي 24 ساعة، فكثير منهم ينام في سيارته ليستأنف عمله، وراتبه لا يصل إلى ربع التعويضات التي يحصل عليها البرلماني المذكور، مقابل اتخاذ مجلس النواب منبرا لمهاجمة اختيارات الدولة. رجل السلطة اليوم أمام الأمر الواقع، حيث مفروض فيه أن يحرص على التنزيل السليم لحالة الطوارئ الصحية حماية لأرواح المواطنين.

أما الصحفيون الذين ينشرون صورا وفيديوهات لرجال السلطة أثناء الحملة، فذلك وفق ما يمليه عليهم ضميرهم المهني، لأن هذا دورهم، لكن الحزب يحقد كثيرا على عناصر الصحافة لأنه اختار عصبة يوظفها لهذا الغرض ويعتبر الباقي خصوما له، وأضاف إليهم اليوم عناصر السلطة، لأنه لديه حقد دفين عليهم لأنهم يواجهون خرقه للقانون في حملاته التي يخلط فيها الديني بالسياسي.