كورونا دارت للمغاربة أزمة نفسية وحتى العراس مبقاتش باش يفوجو

تكتب نهار 26 يوليو، 2021 مع 09:28 مجتمع تابعونا على Scoop

نظرا لارتفاع الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا، قررت السلطات الحكومية العودة إلى تشديد الإجراءات ومنها منع إقامة جميع الحفلات والأعراس. هذا القرار الحكومي خلف سخطا لدى مهنيي الأفراح والأعراس وخيبة أمل بالنسبة للمقبلين على الزواج وإقامة العرس.

 

كيف أثر هذا القرار على نفسية المعنيين به؟ وهل يمكن اعتبار جائحة كورونا فرصة لإلغاء مظاهر البذخ التي اعتدنا عليها في بعض الاعراس؟ حول هذه الأسئلة حاور موقع القناة الثانية ضمن فقرة “ثلاثة أسئلة” الأسبوعية، الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع، علي الشعباني.

 

نص الحوار..

 

قرار منع الحفلات والأعراس أثر على المقبلين على الاحتفال بالعرس وأيضا مموني الحفلات والذين تكبدوا مصاريف كثيرة من أجل التحضير لليلة العمر، في نظرك كيف أثر هذا القرار على نفسية المعنيين به؟

 

أولا يجب النظر إلى جواب هذا السؤال من زوايا متعددة؛ منها المواطنين المتضررين من القرار ثم من زاوية الدولة. قرار منع الأعراس وعودة تشديد الإجراءات يأتي بعد توالي ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا إذن مخافة من أن يحدث أي انفلات وبائي قررت السلطات المختصة اتخاذ هذه القرارات الاستباقية لتقليص من نسبة الاصابات وكبح جماح الفيروس حتى لا يوسع رقعة انتشاره أكثر.

 

أما فيما يتعلق بالمواطنين المتضررين من هاته القرارات وهم أصحاب قاعات الحفلات ومموني الحفلات والعرسان فإن ضررهم سيكون نسبيا من الناحية المادية فقط مقارنة بالضرر الصحي. مجملا المغاربة عندما يحسون بالضرر تجاه قرار ما فإنهم ينتقدونه رغم أن ذلك قد يكون في صالحهم.

 

فيما يتعلق بالمواطن العادي، هناك من يرى أن هاته القرارات صائبة حماية للصحة العامة، لكن هناك من يشكك وينتقدها دون يطلع على حيثيات هذه القرارات والمعطيات الأساسية المرتبطة بها.

 

 

 

هل يمكن اعتبار جائحة كورونا فرصة لإلغاء مظاهر البذخ التي اعتدنا عليها في بعض الاعراس، غالبا ما تكون مرهقة ماديا، وفرصة يمكن للشباب اتمام مراسم الزواج والتخلي عن عادات التباهي وتبذير الأموال؟

 

سؤال وجيه وأشكرك عليه، فعلا بعض المغاربة دخلوا في مرحلة التباهي والتفاخر في السنوات الأخيرة، فقبل حلول جائحة كورونا كانت تقام الأعراس بملايين الدراهم وأدناها قد تصل إلى 12 مليون سنيتم. وكان أثرياء المغرب يصرفون مبالغ مالية خيالية على الأعراس مما تسبب في الإحراج عند الآخرين الراغبين في العرس، لذا كان من يرغب في الزواج فإنه يضطر إلى الاقتراض أو بيع عقار ما من أجل أن إقامة عرسه.

 

اعتبر أن جائحة كورونا جاءت لتعدل الموازين وتنشر ثقافة تقدير الأزمات والمشاكل والوعي تجاه سلوكات مجتمعية معينة، لذا هذه الظرفية رغم صعوبتها فإنها كانت فاتحة خير بالنسبة للعديد من الشباب الذين كانوا يتكبدون مصاريف كثيرة من أجل إقامة الأعراس.

 

الجائحة دفعت بالعديدين إلى أن يعودوا إلى رشدهم والتركيز على مسائل جوهرية قيامها أن الزواج ذلك الارتباط الوثيق القائم على الدوام وليس على الاحتفال، والانتباه إلى المبالغ المالية التي تصرف في الأكل والشرب، لأن الأعراس التي تصل مصاريفها إلى 3 ملايير سنتيم اعتبره سلوك مُنَافٍ لكل المبادئ الوطنية ففي الوقت الذي يعيش فيه الملايين من المغاربة تحت عتبة الفقر (صحيح أن هذه الأموال هي شخصية لأصحابها) لكن يجب أن يكون هناك مبادئ تحكمها تقوم على روح التضامن والمساعدة.

 

 

 

البعض يتخذ مناسبات الأعراس فرصة للترويح عن النفس، لكن اليوم مع ظرفية كورونا هناك من تأثر نفسيا بالوضع، لذا ما أهمية هذه المناسبات في الترويح عن النفس؟

 

طرق الترفيه والتسلية والاستمتاع هي متعددة ولا تقتصر على الأعراس والأفراح فقط، بل هناك وسائل متعددة للترويح عن النفس، ما ينقص المغاربة ثقافة الترفيه لأن الغالبية لا يعرف كيف يستفيد من الوقت والعطل ويستمتع بذلك بل إنه يضيع الكثير من الوقت.